Nakabat
النكبات: خلاصة تاريخ سورية منذ العهد الأول بعد الطوفان إلى عهد الجمهورية بلبنان
Türler
ولا رضي الله عمن ولج بابا من تلك الأبواب.
كان بنو حمدان وبنو إخشيد من عمال خلفاء بغداد - من عمالهم العاملين في سبيل أنفسهم وشهواتهم. ويا لها من مهزلة! مهزلة ذاك الملك. اسمع الإخشيديين والحمدانيين يخاطبون بني العباس الخلفاء: سنضرب السكة باسمكم: على الرأس والعين. وسندعو لكم في الخطبة: حبا وكرامة. ولا نكلفكم بعد ذلك شيئا.
يضربون الدينار باسم خليفة بغداد، ويتصرفون به كيفما شاءوا، ويخطبون لذاك الخليفة في الجوامع، ثم يهملونه كل الإهمال خارجها ... والظلم من شيم النفوس ... اخسأ يا أبا الطيب!
ومن مظالم سيف الدولة ما فعله ببني حمدان أبناء عمه؛ «أكب عليهم بصنوف الجور» - الكلام لابن حوقل - «حتى خرجوا بذراريهم في اثني عشر ألف فارس إلى الروم وتنصروا بأجمعهم.»
وكان يقف على مائدة هذا الأمير أربعة وعشرون طبيبا - قل خمسة أطباء تجنبا للمبالغة - لينصحوا له بتناول ما ينفع مزاجه، بينما الرعية تبكي من جوره وتشكو إلى الله ... قبح الله وجهك أيها المتنبي!
أما الآفة السياسية الكبرى في الدول العربية كلها ، فهي هذه: عندما حمل الفاطميون على الحمدانيين، استنجد هؤلاء بصاحب الروم عدوهم الأول على عدوهم الجديد! الأجنبي، ولا الخصم العربي!
وقد استنجد بالروم أيضا ذاك الذي خرج على الفاطميين، المسمى منجوكتين، فلم ينجدوه، فكسره أبو تميم الفاطمي. «وركب أبو تميم المستنصر بالله إلى المسجد الجامع يوم الجمعة، بزي أهل الوقار (وهو من أهل الدعارة)، وبين يديه القراء وقوم يفرقون الدراهم على أهل المسكنة.» ولكن ذلك لم يغنه شيئا؛ فقد هجم الناس عليه في قصره، وهو غائص في ملذاته، ففر من دمشق هاربا.
واشتعلت في المدينة نار الفتنة التي نفخ فيها رجل يعرف بالدهيقن، فجاء محمد بن الصمصامة يخمد نارها، فأخمد أنفاس ألوف من العباد.
وكان أهل صور قد نفخوا في بوق العصيان (388ه/999م)، وأمروا عليهم رجلا ملاحا يدعى العلاقة، ضرب السكة باسمه وكتب عليها: «عز بعد فاقة، لأمير علاقة»، فأرسل الفاطمي عليه أسطولا، فاستجار العلاقة بملك الروم، كما استجار قبله الحمدانيون.
وقام صاحب الروم دوقس أنطاكية يبغي الاستيلاء على أفامية، فزحف ابن الصمصامة عليه فقتله وشتت شمل رجاله.
Bilinmeyen sayfa