Nakabat
النكبات: خلاصة تاريخ سورية منذ العهد الأول بعد الطوفان إلى عهد الجمهورية بلبنان
Türler
7
جلس على فراش الملك أربع سنوات، وما كان حقه أن يجلس أربعة أيام.
العاشر هو هشام بن عبد الملك. وهشام هو آخر من ضفر إكليلا من المجد للدولة الأموية.
أما الحادي عشر، فهو ابن يزيد العاشق الولهان. هو الوليد الخليع، السكير، المشهور بالإلحاد. قبل البيعة بالخلافة وهو سكران. كان ينبغي أن يعتقل لا أن يقتل ؛ لأن في قتله استيقظت الفتنة واضطرب بعد ذلك أمر بني أمية.
الخليفة الثاني عشر هو يزيد بن الوليد، الذي حكم خمسة أشهر لا غير - خمسة أشهر مشئومة، كانت الفتن أثناءها أشد من الطاعون الذي انتشر في البلاد، وذهب يزيد الثالث فريسة الداءين.
وكان أخوه إبراهيم الخليفة الثالث عشر ضعيفا خوارا، فقد بايعه فريق من الناس ونازعه فريق آخر، فخلع نفسه.
أما آخر الخلفاء مروان بن محمد بن مروان، فقد كانت الخطوب في عهده أكبر منه. وأكبرها أمر أبي مسلم الخراساني الذي أظهر الدعوة علنا لبني هاشم، وجرد في سبيلها جيشا قاده عمه عبد الله بن علي، فزحف على مروان الذي كان قد جاء العراق بجيش من أهل الشام، فالتقى الجيشان في وقعة الزاب قرب الموصل (132ه/750م)، وكانت الغلبة لعبد الله. انكسر مروان لتخاذل أهل الشام. وما تخاذل أهل الشام إلا لما نالهم من ظلم الأمويين.
فكم واحد من هؤلاء الخلفاء الأربعة عشرة أحسن سياسة الملك؟ وكم واحد كان يستحق أن يحكم العباد؟
معاوية في الدرجة الأولى، ثم عمر بن عبد العزيز، ثم الوليد بن عبد الملك، وأخوه هشام. أربعة من أربعة عشر.
أما العشرة الباقون، فقد كان العجز قيد الصالحين منهم، وكان الشر قيد الآخرين. كبيرهم يعطي بغير حساب، وصغيرهم يظلم بغير حساب، وكلهم يصرفون أموال الأمة في مجالس الأنس والطرب، على القيان والراقصات والندماء والشعراء.
Bilinmeyen sayfa