النجم الوهاج
في شرح المنهاج
للإمام العلامة المتقن المحدث الفقيه اللغوي
كمال الدين أبي البقاء محمد بن موسى بن عيسى الدميري
رحمه الله تعالى
(٧٤٢ - ٨٠٨هـ)
دار المنهاج
1 / 1
الطبعة الأولى
١٤٢٥هـ - ٢٠٠٤م
1 / 3
أسماء اللجنة العلمية لكتاب
النجم الوهاج في شرح المنهاج
1 / 5
بين يدي الكتاب
بقلم
الدكتور محمد عبد الرحمن شميلة الأهدل
جامعة أم القرى
1 / 7
ترجمة الإمام الشافعي
1 / 16
ترجمة الإمام محيي الدين النووي
1 / 36
ترجمة الإمام الدميري
1 / 47
أضواء على منهاج الطالبين
1 / 68
الابتهاج في بيان اصطلاح المنهاج
تأليف
السيد العلامة الإمام
أحمد بن أبي بكر ابن سميط العلوي الحضرمي الشافعي
رحمه الله تعالى
(١٢٧٧ - ١٣٤٣هـ)
1 / 77
سلم المتعلم المحتاج
إلى معرفة رموز المنهاج
تأليف
العلامة الفقيه السيد أحمد ميقري شميلة الأهدل
رحمه الله تعالى
عني به
الشيخ إسماعيل عثمان زين
رحمه الله تعالى
1 / 97
وصف النسخ الخطية
1 / 142
منهج العمل في الكتاب
1 / 146
رموز تخريج الأحاديث في الكتاب
1 / 148
خاتمة
1 / 151
صور المخطوطات المستعان بها
1 / 155
النجم الوهاج
في شرح المنهاج
1 / 183
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر يا كريم
الحمد لله المتفرد بنعوت الكمال، سبحانه هو أهل التقوى وجميل يحب الجمال، أحمده على نعم خصت الخلق بعموم الاشتمال، وأثني عليه بما أثنى به على نفسه بالتفصيل والإجمال، وأستعيذ به من كل قاطع عن العلم أمال.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، العالم بمواقع النجوم وأعداد الرمال.
وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله الذي هو للعالمين عصمة وثِمال، والقائل: (العلماء ورثة الأنبياء) ولم يورثوا المال.
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين بهم يتقدى في الأعمال، صلاة تنجي من الأوزار إذا ثقلت منها الأحمال، وسلم تسليمًا كثيرًا ما هبت الجنوب والشمال، وتفيأت الظلال عن اليمين والشمال.
أما بعد:
فهذا شرح لـ (منهاج) النووي شيخ الإسلام، أودعته جملًا من مفردات العلماء الأعلام، وفوائد أثنت عليها أفواه المحابر وألسنة الأقلام، وأبكار أفكار بفرائد الدر تحلت، وملخص أبحاث بألفاظ قلت ودلت، وحوى مع ذلك أهم (المهمات)، ونصوص (المطالب) الملمات، (وجواهر) (بحر) صيغت خواتم وتتمات، وفواتح أبواب للأصول والضوابط أمات، وحوادث في (الفتاوى) تقررت، ومشكلات في الدعاوى تحررت، و(قواعد) كلية يرجع الفقيه إليها، و(تقريب) أحكام يعتمد المفتي عليها.
1 / 185
وفيه من (فتح العزيز) تعليل يشفي الغليل، ومن (روضة) (الرياض) (مجموع) ينفع العليل، ومن (الصحاح) و(العباب) ما تقر به العين، ومن (تجريد الأدلة والاستنباط) (محكم) النوعين، ومن (خلاصة) (الإحياء) ما عقد سلكنه انتظم، ومن (زهر آداب) (مروج) (الكامل) و(المنتظم).
هذا ولسان التقصير في طويل مدحه قصير، والله يعلم المفسد من المصلح وإليه المصير.
وأول من شرحه: الشيخ الإمام العلامة تقي الدين السبكي، فسبك إبريزه.
ثم شيخنا الشيخ جمال الدين لخصه بعبارته الوجيزة.
ثم شيخنا الشيخ سراج الدين ابن أبي الحسن بين من أدلته الصحيح والغريب والحسن، ونفى بشرحه ولغاته عن الطرف الوسن.
ثم شرحه العلامة الأذرعي، فسكت وبكت.
ثم النقاب ابن النقيب نقب عليه ونكت، فكان كالجدول من (البحر المحيط) و(الخلاصة) من (البسيط) و(الوسيط).
ثم عليه أئمة من علماء العصر كتبوا فأحسنوا ما صنعوا، وقوم أطنبوا وآخرون تمموا، فتعبوا وأتعبوا، وكل منهم عادت عليه بركة علامة (نوى)، فبلغ قصده وكل امرئ ما نوى.
وقل من جد في أمر يحاوله .... واستصحب الصبر .. إلا فاز بالظفر
1 / 186
وهذا الشرح إن شاء الله تعالى (عمدة) للراغب في (إيضاح) مفرداته، (عدة) للباحث عن باهر مولداته؛ لأنه استوعب ما يتعلق به أو يؤول إليه، واعتنى بدفع الاعتراضات عليه، و(بين) بمفصله مجمله، وأوضح بـ (تحقيقه) (مشكله)، وقيد بـ (تهذيبه) مطلقه، وفتح بـ (إقليده) مغلقه، وأودعه عن كل من القضاة (لباب) ما (علقه)، و(غرائب ابن الصلاح) و(نكته المفرقة)، فلو رآه أبو حامد العراقي لاستصغر (رونقه)، أو القفال لزين بـ (محاسن شريعته) طرقه، أو الإمام لتباهي في (أساليبه) المحققة.
فهو بـ (تبيانه) (الكافي) (مهذب) الفصول، مرتب (الفروع) محقق الأصول، متوسط الحجم وخير الأمور أوساطها، لا تفريطها ولا إفراطها، جمعته تذكرة لنفسي، وعونًا لأبناء جنسي، ونورًا لظلمات رمسي، فهو سمير خلوتي وأنسي، يذكرني ما الحادثات تنسي، يا حبذا جهري به وهمسي، وساعتي مع غدي وأمسي، على أني لا أبرئه عن زلل يوجب له من لبيب وصمة، فكل أحد مأخوذ من قوله ومردود إلا من خصه الله بالعصمة.
وحيث أطلق لفظ الشيخ فمراده الشارح الأول، وإن عبر بـ (مهمة) فعلى الثاني المعول، وإن أرسل التصحيح فمن كلام الرافعي أو المصنف، وما عدا ذلك فبذكره الأسماع تشنف.
وسميته:
(النجم الوهاج في شرح المنهاج)
تيمنًا بقوله تعالى: ﴿وبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾. فالنجوم أمنة السماء، فإذا ذهبت .. أتى أهلها ما يوعدون، وضعف البزار وابن حزم [٦/ ٢٤٣] حديث: (أصحابي كالنجوم)، ونحن بغيرهما مقتدون.
والله المرجو أن يجعله خالصًا لوجهه ومن أجله، وأن يعيذنا من همز الشيطان وخليه ورجله، وأن يوفقنا في القول والعمل لما يرضيه، وأن يوزعنا شكرًا يوجب المزيد من فضله ويقتضيه، وبالله أستعين فهو نعم المعين.
* * *
1 / 187
بِسْمِ اللهِ اَلرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ
ــ
قال المصنف رحمه الله تعالى: (بسم الله الرحمن الرحيم).
افتتح كتابه بحمد الله تعالى بعد البسملة، كما افتتح الله به أشرف كتاب أنزله على أفضل نبي أرسله، وخاطبه بقوله: ﴿وقُلِ الحَمْدُ لِلَّهِ﴾ .. فسبحه وحمد له.
وفي (صحيح ابن حبان) وغيره عن أبي هريرة: أن النبي ﷺ قال: (كل أمر ذي بال) أي: حال يهتم به «لا يبدأ فيه باسم الله)، وفي رواية: (ببسم الله الرحمن الرحيم)، وفي رواية: (بحمد الله فهو أجذم)؛ ومعناه: مقطوع البركة.
و(الرحمن): صفة مبالغة من الرحمة بنيت على فعلان؛ لأن رحمته وسعت كل شيء.
و(الرحيم): يقال لمن كثر منه ذلك.
وقال الفارسي: إنما جيء بالرحيم بعد استغراق الرحمن معنى الرحمة؛ لتخصيص المؤمنين به في قوله: ﴿وكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾، كما قال: ﴿اقْرا بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الإنسَانَ مِنْ عَلَقٍ﴾، فخص به بعد أن عم؛ لما في الإنسان من أنواع الحكمة.
قال: (الحمد لله) استحب العلماء أن يقدم المرء بين يدي خطبه وكل أمر يطلبه حمد الله لفظًا.
وقد استحسن من أبي الحسن الدارقطني افتتاحه (كتاب الصلاة) من (سننه) [١/ ٢٢٩] بالحديث المذكور؛ إشارة إلى تعيين الفاتحة في الصلاة.
فإن قيل: ما بال البخاري والمزني لم يفعلا ذلك؟
فالجواب: أنهما اكتفيا بالبسملة؛ لأنها من أبلغ الثناء وحمد العطاء.
1 / 188