قوله: (ولا يتقدم التمييز)(1) يعني (على عامله مطلقا) وحاصله أنه إن كان تمييز مفرد لم يجز مطلقا، لا نقول (درهما عشرون) لضعف عامله، وإن كان جملة، فإن كان العامل غير متصرف أومما لا يتقدم معموله عليه، أومما فيه معنى الفعل، نحو: (لله دره فارسا) و(ويلم زيد رجلا) و(ويحه رجلا) لم يجز مطلقا، وإن متصرفا لم يجز أيضا عند الجمهور، لأن أصل تمييز الجملة الفاعل، والفاعل لا يتقدم على عامله، لأن معنى قولك (طاب زيد نفسا){واشتعل الرأس شيبا}(2) طابت نفس زيد، واشتعل شيب الرأس، وقد ينوب المطاوع مناب المطاوع والعكس إذا لم يصح تأويله بالفاعل، فتقول: (تفجرت عيون الأرض) وملأ الماء الإناء){فجرنا الأرض عيونا}(3) (وامتلأ الإناء ماء) وأجاز المبرد(4) والمازني(5) تقدم التمييز على عامله المتصرف، فتقول: (نفسا طاب زيد)، وقيل واشترطوا أن لا يكون الفاعل بحرف نحو:
Sayfa 414