قوله: (ولا يندب إلا المعروف) (1) يعني أن شرط المندوب أن يكون مشهورا عند التفجع في حكم المعروف ليكون عذرا للمتفجع في ندبه عند اللوم والإعلام بوقوع مصيبة عظيمة، وذلك لا يتم إلا بعد العلم به، وسواء كان معرفة، أونكرة إذا كان مشهورا، فأما إذا لم يكن معروفا لم يصح ندبه، وإذا كان معرفة فلا نقول: (وازيداه) لمن لا يعرفه، وأجازه الكوفيين(2) واحتجوا بقولهم: (وارجلا مشيخاه)، والذي في حكمه حيث يكون المتفجع فيه مشهورا بذلك الاسم نحو(وامن حفر بئر زمزماه) (وا من قلع باب خيبراه) (وا أمير المؤمنيناه)(3) فإن الشهرة كافية في جواز كونه مندوبا، وأما المتوجع فإنك تقول (وامصيبتاه) ولا يشترط أن يكون معروفا.
قوله: (فلا يقال (وا رجلاه) يعني إذا لم يكن معروفا، فأما إذا كان معروفا صح.
قوله: (وامتنع وا زيد الطويلاه، خلافا ليونس)(4) هذا كلام في إلحاق ألف الندبة في التوابع، وأنت تقول: إن كان التابع بدلا، أومعطوفا بحرف، أوتوكيدا لفظيا، جاز إلحاق ألف الندبة فيه، لأن حكمها حكم المستقل فتقول: (وا زيد أخاناه) (وا زيد وعمراه) (وا زيد زيداه) قال:
[194] ألا يا عمر وعمراه(5) ... ...............................
Sayfa 318