قوله: (يختار فتحه)(4) يعني العلم المنادى، وأما (ابن) فليس فيه إلا الفتح، لأنه مضاف إضافة معنوية، وقد فهم من كلامه أنه يجوز في العلم الوجهان، وأنه يختار فتحه ولا يجب ، وأنه مبني، أما جواز الوجهين، فالضم لأنه منادى، والفتح لطلب الخفة، وأما اختيار الفتح، فلأنه أخف من الضم، وأما بناؤه، فلأن الفتحة تدل على الضمة التي للبناء، وقال الزمخشري(1) والفارسي: (2) إن بناءه كونه تركب الوصف والموصوف نحو(يا زيد الفاضل بن عمرو) واختير الفتح في هذا المثال، لأنه كثر بخلاف غيره، فخفف لفظا نقلت الضمة فتحة، وخطا تحذف الألف من ابن.
قوله: (وإذا نودي المعرف باللام) أي إذا أريد نداؤه، فلابد من التوصل، لأن اللام للتعريف، وحرف النداء للتعريف، ولا يصح الجمع بين حرفي تعريف، قال المبرد(3) والأعلام تعريفها زائل حالة النداء وهومنقوص ب(ألله) [ظ40] فإنه لا يصح زواله في حالة النداء قال نجم الدين ما معناه: الجمع بين حرفي تعريف جائز إذا تغاير التعريف(4)، وفي (يا زيد) العلمية، أفادت التخصيص و(يا) القصد دليله أنه يشترط في المنادى أن يكون تمييز الماهية، وإن لم تعلم الذات، والأولى في وجه التوصل، أنك إذا أدخلت على المعرف المفرد (يا) بنيته واللام تنافي البناء، لأنها معاقبة للتنوين، فهوكالتنوين ولا بناء مع التنوين، وإن أعربته فهوبعيد لحصول علة البناء، فأتوا بالتوصل لهذا الوجه، وأما الكوفيون(5) فأجازوا نداء التعريف مطلقا من غير توصل واحتجوا بقولهم (يا ألله) وبقوله:
[159] فيا الغلامان اللذان فرا إياكما أن تكسبانا شرا(1)
Sayfa 289