============================================================
الأسماع والابصار التى وهب الله لعباده، وجميع الجوارح لايجب، على قولك، انها تسى (1) رحمة ولا منة من الله على خلقه ، وإنما يجب، زعمت، أن تسمى (1) قوة ابتلاهم لا رحمة ولا منة؛ لان الرحمة، زعمت، والمنة ما ينفع الناس: فاوجبت أبها الجاهل ان الأسماع والأبصار والايدى والأرجل والالسنة، وجميع الجوارح، غير نافعة لأهلها، واتها ضرر عليهم.
بقو، كيف والله، جل ثناؤه ، يقول ويمتن عليهم باعظم المنة: {وجعل لكم الشع والأنصار والأفعدة لعلكم تشكرون 0)(2) ، فهل سمعت فى لغة العرب احدا يلوم أحدا على التقصير فى الشكر على غير منة4 وهل يكون الشكر إلا لمن اعظم المنة، مع ما لا نحصيه فى غير موضع من القرآن يذكر الله، عز وجل، فيه مننه على خلقه، بآة الاسماع والأبصار، وجميع الجوارح التى لا يؤدون فيها شكره أبدا.
وأنت فقد خرجت من المعقول، مع خروجك من حكم الكتاب، فلا يبعد الله إلا من ظلما وزعمت أن الأبصار والأسماع ليست رحمة ولا منة من الله على خلقه، فأوجبت على زعمك، أنه لا يجب أن يشكر الله على ما رزق من الحواس والجوارح؛ لانه لا منة له فى ذلك!1 ولزمك أن الله، عز وجل عما قلت، خلق فى صورة بنى آدم بنية لا شكر له عليها، ولا حمد له؛ وأنها غير منة ولا رحمة، وأته ذكر لهم فى كتابه نعمة أنعم بها عليهم، غير صادق فيها، وأنها ليست بمنة ولا رحمة (1) فى الأصل: تسما: 21) في الأصل تسما 31) سورة البحل الآية 78
Sayfa 270