============================================================
والتريف لجيع الدين، فهم فيه صواء، لم يجبرهم عليه جبرا، ولم يفضل بعضهم على بعض، بأنه اعطى بعضا دينا وحرمه آخرين، حاش لله من ذلك، عز وجل رب العالمين الدين واحد، والدعوة واحدة، والأمر بالدين واحد، وليس اللى، عز وجل، يمنع أحدا عن دينه، ولا يحول بينه وبين أخذه، بل لعطف بهم فى الدعاء، وسالهم الدخول فى 71ظ/ الطاعة بارفق الرفق، وأحسن الدعاء، وابين رحمة، واوجب ( حجة، واكمل عدل، وأبعد ظلم وجبل وهزل.
الا ترى كيف قال لموسى وهارون، صلى الله عليهما،: {افها إلن هرعون إنه طفن فقولا له قولا لينا لعله بتدكر او يخشى }(1).
واما زعمك أنانفر من طريقك وحججك، فلعرى الكفر أحق ما فرمنه المؤمنون، فاما مسائلك ورد جوابها، فليس مثلنأ فر عن مثلك، والحق هو القاهر للباطل : واما قولك إنك سالتنا، زعمت، فتقول : أفليس قد هدى الله المشركين لما هدى إليه المؤمنين * فاذا قلنا لك : نعم قلت لنا، زعمت : قد هداهم الله جميعا، يعنون قد دعاهم جميعا، وهذا عندك - زعمت - معنى الآية: { وأما ثمود فهديناهم} (2)، ثم امسكت عن آخر الكلام، وهو: { فاتحوا العمى على الهدى}، ونحن نقول : إن الهدى من الله، عز وجل، هو الدعاء إلى الدين لا الجبر، ولا القسر ولا الحتم، فأنت تجعل الهدى إذخالا فى الهدى كرها وجبرا، وكذلك الكفر تجعله إدخالا فيه جبرا وقسرا.
الدى و الدعاه، ولم نجد فى كتاب الله، هز وجل، آية واحدة، تشهد لكم فى القرآن بذلك ، بل الآيات كلها كاملة، تشهد لنا بأنه، عز وجل، لم يعاقب، ولم يثب، إلا بما فعل الخلق، لا بما فعل هو، جل ثناؤه، والهدى هو الدعاء، وأى هدى أعظم من الدعاء الذى دعا الله، عز وجل، خلقه إليه، فاستحب من استحب منهم العى على الهدى (1) سورة طه : الآبتان 42 - 44.
(1) سورة فصلت : الأبة 17
Sayfa 224