============================================================
وإن قلت : جملوهم جعل خلق؛ لزمك أن المشركين خلقوا الملائكة!! فاى هذين الوجهين قلت به، غلبت وسقطت حجتك فى قولك أن الله، عز وجل، هو الذى جعل قلوب الكفار قاسية، جبرا وقرا وحتما؛ لأن الله، عز وجل، هوالجاعل للأجساد، لا جاعل لها غيره ، وذلك قوله : وما جعلناهم جسدا لا ياكلون الطعام وما كانوا خالدين (1).
وكذلك جيع المعاصى الله، عز وجل، منها برئ لم يجعلها جعل خلق، ولا بنية مركبة، وإما جعلها الظالمون باتباع الهوى وحب الدنيا، وتقليد الرؤساء والحمية على الكفر والخطا، والرغبة فى التافه الأدنى (2)، وليس لله، عزوجل، فى فعلهم فعل قل ولا كثر، صغر ولاكبر، عز وجل عن ذلك وتعالى علوا كيرا.
الكسبيدل عاى الشرك، ومن الدليل على تصديق قولنا، وبرهان حقنا، أن الله، عز وجل، لم يخلق أفعال العباد، ولم يقض على خلقه بالفساد، ولم يرد الإلحاد، ولم يقدر العناد، ولا العبادة للأنداد ؛ أن يقال لك : ياعبد الله من يزيد البغدادى، ولمن قال بقولك من المجمرة) 56ظ(خبرونا عن هذه المسالة العجيبة الدامغة، أيهما عندكم افضل، خلق الله، جل ثناؤه، الذى (ليس للصباد ليه اكتاب ولانعل، أم خلق الله الذى للاد ليه اكتساب ولعل4 فإن قلتم: إن خلق الله الذى فيها اكتساب وفعل أفضل . قلنا لكم: فقد أوجيتم فى قولكم، ولزمكم ان الزنا واللواط والخمر والمعازف والمزامير والكبائر، افضل من الملائكة والنبيين والمرسلين، والأثمة الهادين الراشدين، ومن القرآن المبين، ومن التوراة والإنحيل.
وهذا كفر من قائله، وهالك عند الله، عز وجل، ومن اعتقده ودان به، قد بان خطوه(4) ولم يجز خطابه، وانقطعت حجته، وانهتك ستره، ولا ينبغى الكلام عندنا لمثله.
(1) حورة الأنبياه : الأمة 8 (2) فى الأصل : الأدضى (2) حاد فى الأصل : خطاء.
Sayfa 176