فيه الحركة فيهما جميعا واحد ثم القسم الثاني وأما القسم الثالث والرابع فمجازيان وأبعدهما الرابع. فصل في تضاد الحركات فنقول أولا إن الضدين هما اللذان موضوعهما واحد وهما ذاتان يستحيل أن يجتمعا فيه ولا يستحيل أن يتعاقبا عليه وبينهما غاية الخلاف وبعد ذلك فنقول أن تضاد المتحركين لا يوجب بين الحركات تضادا وليس تضاد الحركات هو أن المتحركين متضادان فإنه قد تتحرك أشياء متضادة حركة واحدة بالنوع كما قد يتحرك حار وبارد حركة واحدة بالنوع ولو كان تضاد الحركات لأنها عن متحركات متضادة لما كان شيء من الأضداد يتحرك حركة واحدة فإن تضاد المتحركين ليس هو الموجب لتضاد الحركتين وأيضا لو كان تضاد الحركتين لأجل تضاد المتحركين بأن يكون حقيقة تضادهما هو تضاد المتحركين لكان كل حركتين متضادتين عن ضدين وذلك كذب لأن بعض الأشياء يوجد هو بعينه متحركا حركتين متضادتين لوجود حد التضاد لهما وذلك كمشيء واحد يبيض مرة ويسود أخرى ويعلو تارة ويسفل أخرى فليس إذا تعلق حقيقة التضاد في الحركات المتضادة بتضاد المتحركات ولا أيضا بالزمان لأن الحركات كلها تتفق في نوع الزمان فإذا قلنا ليس شيء من زماني حركتين مختلفتين بمختلفتين وكلما تتضاد به الحركتان مختلفتان لزم أن الزمان لا تتضاد به الحركات فتبين أن الزمان لا يوجب البتة تضادا في الحركات ولا يكون به التضاد في الحركات ولا أيضا تضاد الحركات هو لتضاد ما فيه التحرك لأنه قد توجد حركتان متضادتان تسلكان مسافة واحدة أو طريقا واحدا بين كيفيتين متضادتين بل تضاد الحركات هو بتضاد الأطراف والجهات إذ كانت الحركات إنما تختلف إما في جهاتها وإما في هيئة ما فيه تتحرك وإما في المحرك لها والمتحرك بها أو الزمان فإذا ثبت هذا فنقول إن الحركة المستقيمة لا تضاد الحركة المستديرة المكانية لأنهما لا يتضادان في الجهات وكل حركتين متضادتين فهما متضادتان بالجهات وإنما قلنا أن الحركات المستقيمة لا تضاد المستديرة في الجهات لأن المستديرة لا جهة فيها بالفعل لأنها لا نهاية لها بالفعل لأنها متصل واحد ثم أن فرض جهتان وطرفان مشتركان للمستقيم والمستدير كان توجه المستدير لأنها لا تختلف في النهايات وكل حركتين متضادتين فمختلفتان في النهايات بل متضادتان ولكن قد يمكن أن يتوهم تخالف المأخذ فيها تضادا وذلك غير حق لأنه إذا فرض في المدار مأخذ جهتين مختلفتين كان معناه أن إحدى
Sayfa 94