178

نحو ثقافة إسلامية أصيلة

نحو ثقافة إسلامية أصيلة

Yayıncı

دار النفائس للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الرابعة

Yayın Yılı

١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م

Yayın Yeri

عمان - الأردن

Türler

جملة الفرائض التي لا يسع جهلها، فذلك الإجماع هو الذي لو قلت: أجمع الناس لم تجد حولك أحدًا يعرف شيئًا، يقول لك: هذا ليس بإجماع، فهذه الطريق التي يصدق بها من ادعى الإجماع وفي أشياء من أصول العلم دون فروعه" (١). الإجماع عند الأصوليين: يعرف كثير من الأصوليين الإجماع بأنه اتفاق المجتهدين من أمّة محمد ﷺ في عصر من العصور على حكم شرعي. وهذا النوع من الإجماع مستحيل وجوده، ولا يستطيع أحد من الفقهاء أن يمثل له بمثال، وقد ناقش الشافعي القائلين به طويلًا، وبين ما يرد على القائلين به (٢). وقد شدد الإمام أحمد النكير على الذي يدعي هذا النوع من الإجماع، ونسب القائلين به إلى الكذب، قال: "من ادعى الإجماع فهو كاذب، لعل الناس اختلفوا، ولكن يقول: لا نعلم الناس اختلفوا، أو لم يبلغنا (٣) "، ودعوى الإجماع على هذا النحو ليست مقالة أهل السنة، يقول الإمام أحمد: "من ادعى الإجماع فقد كذب، هذه دعوى بشر المريسي والأصم، ولكن يقول: لا نعلم نزاعا (٤) ".

(١) الأم: ٧/ ٢٥٧. (٢) راجع الأم: ٧/ ٢٥٥. (٣) مجموع فتاوى شيخ الإسلام: ٩/ ٢٧١. (٤) المصدر السابق.

1 / 197