نحو ثقافة إسلامية أصيلة

Omar Suleiman al-Ashqar d. 1433 AH
142

نحو ثقافة إسلامية أصيلة

نحو ثقافة إسلامية أصيلة

Yayıncı

دار النفائس للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الرابعة

Yayın Yılı

١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م

Yayın Yeri

عمان - الأردن

Türler

القيس، حيت قال الرسول ﷺ له: "إن فيك لخلقين يحبهما الله: الحلم والأناة" (١)، وقد يطلق العلماء الخلق ويريدون به التمسك بأحكام العشر. والأخلاق الكريمة تدعو إليها الفطر السليمة، فالبشر كانوا ولا يزالون يعدون الصدق والوفاء بالعهد والجود والشجاعة والصبر أخلاقًا فاضلة يستحق صاحبها الثناء والتكريم، ولا يزالون يعدون الكذب والغدر والجبن أخلاقًا سيئة ترفضها العقول السليمة، وتذم صاحبها، والشريعة جاءَت داعية إلى المعروف من الأخلاق، وتنهى عن المنكر منها. المبحث الأول دعوة الشريعة الإسلامية إلى مكارم الأخلاق الأخلاق قسمان: أخلاق كريمة، وأخلاق ذميمة، وقد جاءت الشريعة الإسلامية تدعو إلى تزكية النفوس وتطهيرها حتى تكون كريمة الأخلاق، نبيلة السجايا، مسلم تدع خلقًا كريمًا إلا رغبت فيه، ولا خلقًا ذميمًا إلا حذرت منه، بل إن جميع الأحكام الشرعية تدور مع الأخلاق حيث دارت، فلا ترى حكمًا شرعيًّا يعارض الأخلاق ويصادمها، وحسبك أن الله أثنى على عبده ورسوله محمد ﷺ بقوله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: ٤]. ودعا الحق عباده إلى المبادرة إلى رحمته وجنته التي أعدها للمتقين من عباده، وأول صفاتهم تحليهم بالأخلاق الفاضلة الكريمة، من الإنفاق في حال اليسر والعسر وكظم الغيظ والعفو عن الناس ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ

(١) رواه أحمد والنسائي والبخاري في الأدب المفرد، وصححه ابن حبان: فتح الباري: ١٠/ ٤٥٩.

1 / 158