وتضحك السيدات وتقول هي: إذا أنا إكلمتوا أربي الستات يقول دي خياطة بلدي، ويتركنني ويذهبن إلى خياطة جريجي غيري.
كانت فروسو تعلم أن السيدات يحببن أن يلوين ألسنتهن باسم أجنبي، إذا أردن أن يذكرن اسم الخياطة التي تفصل لهن فساتين.
وكانت فروسو إذا ذهبت إلى أحد البيوت لتخيط لسيداته أصبح ذهابها موسما، وتجمعت عند هذه السيدة الصديقات الأخريات اللاتي تفصل لهن فروسو، ولا بأس أن يداعب الرجال فروسو أيضا على مشهد من الزوجات، فقد كانت مداعبات تثير الضحك ولا تثير الغيرة. قال لها لطفي سعيد بمنطق المال: لمن تجمعين يا فروسو كل هذا المال أنت وفوكيون؟
وتضحك فروسو ولا يمسها طائف من الحزن أنها لم تنجب وتقول: من عارف يا لطفي بك. لصاحب النصيب. - ألم تفكري أنت وفوكيون من هذا الذي يمكن أن يكون صاحب النصيب؟ - أو، أنا وفوكيون نفكر في كل حاجة سوا سوا. - فيمن تفكران إذن ليكون صاحب النصيب؟ - على كل حال لطفي بك، مش إنت.
ويضحك الجميع ويقول لطفي: دا مؤكد فروسو، دا مؤكد.
وتقول هي جادة: لطفي بك تفتكر أنا وفوكيون نقدر نشتغل كدا على طول، يجيء يوم نتعب. نحب نستريح، يكون الفلوس موجودة، سفت لطفي بك. أنا وفوكيون أصحاب النصيب مش حد تاني.
ونقلت أتينا هذا الحديث بأكمله إلى فوكيون لمبرو وهما يتناولان العشاء ويسمران، وضحك فوكيون وقال لها باللغة اليونانية الخالصة: أحسنت الإجابة يا أتينا.
أتينا هو اسمها الحقيقي أما فروسو فاسم أبيها، ومع ذلك لا يناديها أحد بأتينا إلا زوجها وأخوها متراكي، فهو أيضا اسمه متراكي فروسو، ولكن أحدا لا يعرف عنه إلا متراكي، ولا يرى أحد داعيا مطلقا أن يبحث عن بقية اسمه، ومن عرفه صدفة لا يرى داعيا أن يناديه به. •••
وحين ماتت أتينا فروسو دون أي توقع، أصبحت الحياة عند فوكيون لمبرو صحراء جرداء لا تستحق أن تعاش، كان قد أعد مع أتينا كل خطوة سيخطوانها في المستقبل، ولكنها أخلفت موعدها في لحظة عابرة، وهما جالسان في البيت يلعبان الورق.
لم تقل إنها ذاهبة ولم تقل إنها متعبة، كل ما قالته بعد أن وضعت الورق على المنضدة: فوكيون. وقبل أن يجيب كانت هي قد أجابت داعي السماء.
Bilinmeyen sayfa