============================================================
كما يوجد تشابه إلى حد كبير فيما بينه وبين ما تبقى من تاريخ الملك الناصر محمد ابن قلاوون الصالحى وأولاده لشمس الدين الشجاعى: ويلحظ آنه لم يصرح بالنقل إلا عن ابن عبد الظاهر، وابن شداد، وبيبرس المنصورى فى عدة مواضع من كتابه، وأنه فى مواضع أخرى كان يسند إلى المصدر الرئيس مصدر مصدره التحريرى أو الشفهى دون إسناد إلى مصدره القريب، المنقول لديه عنه، وربما اعترته غفلة فى النقل، فخيل لمطالع كتابه أن المعايشة أو المشافهة كانت له، بينما الأمر بخلاف ذلك.
أما الإسناد إلى مبهم بقوله: "قال المؤرخ"، أو إغفال الإسناد كلية إلى المصدر فكان سيرا على نهج الأصل المذيل عليه.
لكن تؤخذ على المؤلف - فى تعامله مع تلك المصادر- عدة أمور، منها: * الاختصار المخل بالمعنى الوارد فى مصادره فى عدد غير قليل من المواضع: ومنه قوله: لا... ودخل علاء الدين البندقدار إلى دمشق واستولى عليها وعلى ما بجوارها من القلاع، وأعلن شعار الملك الظاهر، وعاد نائبا له مدة شهر، ثم عزل عنها ووليها الحاج علاء الدين طيبرس الوزيرى، وعمل على الحلبى ومسكه، وبعثه من ساعته صحبة الأمير بدر الدين ابن رحال إلى الديار المصرية"، بينما أشار اليونينى ذيل مرآة الزمان والنقل عنه - إلى أن ذلك كان بتدبير البندقدار لا الوزيرى: 1... ولما وصل علم الدين الحلبى بعلبك قبض عليه" - بصيغة المجهول - وورد ذلك تفصيلا فى قول الذهبى- تاريخ الإسلام - ... واستولى البندقدار على دمشق، وناب فيها عن الملك الظاهر، وجهز لمحاصرة بعلبك بدر الدين ابن رحال فحال وصوله دخل بعلبك وراسل الحلبى، ثم تقرر نزوله ورواحه إلى خدمة الملك الظاهر، فخرج من القلعة على بغلة، وسار فأدخل على الملك الظاهر ليلا".
وقوله فى مراسلة الظاهر بيبرس لبركة: "... وكان ضمن الرسالة الدخول فى الطاعة، وطلب الصلح، والمعاضدة على هولاوون"، بينما الوارد فى كتز الدرر للدوادارى والنقل عنه -1... وكان ضمن الرسالة الموافقة لما أشار إليه، وطلب الصلح.80.
Sayfa 28