============================================================
وحوادث اقتصادية، ومنها التغاير فى أسعار العملات، وتدابير تحصيل الأموال للتصدى للمغيرين وتدبير نفقات الدولة، والغلاء أو الرخاء فى المطعومات وسائر الأصناف، فى مصر والشام وديار بكر والموصل وإربيل، وإبطال بعض المكوس أو المسامحة فيها، كابطال الظاهر بيبرس لما استحدثه قبله- قطز بتحصيل الأموال، وإبطال مكس المأكول بمكة، وإبطال رسم الملح بالديار المصرية، وكثير من جهات مصر والشام، وإبطال ما كان مهتار الطشت خاناة يستأديه من الجهات، أو ما يكون من إصلاح مالى وإدارى يقضى بمصادرة الوزراء والكتاب والأمراء لخيانتهم فى أموال الدولة واكتنازها، أو عرض لأجناد الحلقة والمماليك السلطانية، لتوفير أرزاق المعطوبين والبطالين منهم للإنفاق منها على تعمير بعض المساجد، أو إعادة النظر فى ميزانية الدولة وتوزيع مواردها ومصروفاتها، وضبطها على تحو ما فعل بتحويل السنة الخزاجية، وعمل ارتفاع الدولة والخاص وأوراق الكلف، والروكين الناصرى والحسامى، فضلا عن النظر فى "الاستيمار" والتصدى للفساد الوظيفى المبدد لموارد الدولة بما يعطل مصالحها، قصدا للمصلحة الشخصية هؤلاء الفاسدين، ومنه الأمر بتفتيش البريدية فى قطيا، فإن كان فى أجرتهم شيء خلاف الكتب ردوا، لما اعتاده غالبيتهم من حمل القماش والأصناف فى أجرتهم للتجار، مما عوق حركة البريد، وفرغ مراكزه من الخيول، أو تدابير الدولة لإعانة المنكوبين بالغلاء الوافدين عليها من خارجها، كالواصلين إليها من برقة لمحق الجراد لمزارعهم وتقيح أجسادهم بتعديه عليهم، ومن بلاد الشرق إلى حلب، حيث فسح لهم بالعبور إلى حيث يختاروا، فتفرقوا فى البلاد، لواستخدم منهم جماعة كبيرة، وتزوجوا من بناتهم"، أو ضبط أسعار الغلال والعمل على توفيرها للأهالى من شون الأمراء، أو الاهتمام من قبل الدولة بازاحة علل بعض المزروعات والحيلولة دون انقطاعها، كما فعل الناصر عندما "فسد غالب الموز والرمان ببساتين ثغر دمياط حتى كاد الموز ينقطع من الديار المصرية جملة كافية".
وحوادث كونية، وكوارث طبيعية، ككسوف الشمس، وخسوف القمر، وزلازل دمشق ومصر، وما ترتب عليها من آثار مدمرة، وما يقتضيه الحال من إعادة العمارة ولم
Sayfa 18