Hak Yolu ve Doğruluğun Keşfi
نهج الحق وكشف الصدق
Türler
ولا بالرحمة لأن التعطف والشفقة إنما يثبت مع قصد الإحسان إلى الغير لأجل نفعه لا لغرض آخر يرجع إليه وإنما يكون كريما وجوادا لنفع الغير للإحسان وبقصده ولو صدر منه النفع لا لغرض لم يكن كريما ولا جوادا تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. فلينظر العاقل المنصف من نفسه هل يجوز أن ينسب ربه عز وجل إلى العبث في أفعاله وأنه ليس بجواد ولا محسن ولا راحم ولا كريم نعوذ بالله من مزال الأقدام والانقياد إلى مثل هذه الأوهام. ومنها أنه يلزم أن يكون جميع المنافع التي جعلها الله تعالى منوطة بالأشياء غير مقصودة ولا مطلوبة لله تعالى بل وضعها وخلقها عبثا (1) فلا يكون خلق العين للإبصار ولا خلق الأذن للسماع ولا اللسان للنطق ولا اليد للبطش ولا الرجل للمشي (2) وكذا جميع الأعضاء التي في الإنسان وغيره من الحيوانات ولا خلق الحرارة في النار للإحراق (3) ولا الماء للتبريد ولا خلق الشمس والقمر والنجوم للإضاءة ومعرفة الليل والنهار للحساب (4) وكل هذا مبطل للأغراض والحكم والمصالح ويبطل علم الطب بالكلية فإنه لم يخلق الأدوية للإصلاح
(1) قال تعالى: «ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون» الذاريات: 56 وقال تعالى: «أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا، وأنكم إلينا لا ترجعون» المؤمنون: 115.
(2) وقال تعالى: «لهم قلوب لا يفقهون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها» . الآية .. الأعراف: 179. وقال تعالى: «ألهم أرجل يمشون بها، أم لهم أيد يبطشون بها، أم لهم أعين يبصرون بها، أم لهم آذان يسمعون بها» ، الأعراف:
195 وقال تعالى: «ومن آياته خلق السماوات والأرض، واختلاف ألسنتكم وألوانكم ، إن في ذلك لآيات للعالمين» الروم: 22.
(3) وقال تعالى: «نار الله الموقدة» الهمزة: 6 وقال: «ثم في النار يسجرون» غافر: 72.
(4) وقال تعالى: «هو الذي أنزل من السماء ماء، لكم منه شراب، ومنه شجر» النحل: 10.
Sayfa 90