367

وجنود الملائكة المقربين فى حجرات القدس مرجحنين (1) متولهة عقولهم أن يحدوا أحسن الخالقين. فإنما يدرك بالصفات ذوو الهيئات والأدوات ، ومن ينقضى إذا بلغ أمد حده بالفناء! فلا إله إلا هو أضاء بنوره كل ظلام ، وأظلم بظلمته كل نور.

أوصيكم عباد الله بتقوى الله الذى ألبسكم الرياش (2) وأسبغ عليكم المعاش ولو أن أحدا يجد إلى البقاء سلما أو إلى دفع الموت سبيلا لكان ذلك سليمان ابن داود عليه السلام : الذى سخر له ملك الجن والإنس مع النبوة وعظيم الزلفة ، فلما استوفى طعمته (3) واستكمل مدته ، رمته قسى الفناء بنبال الموت ، وأصبحت الديار منه خالية ، والمساكن معطلة ، وورثها قوم آخرون ، وإن لكم فى القرون السالفة لعبرة! أين العمالقة وأبناء العمالقة؟ أين الفراعنة وأبناء الفراعنة؟ أين أصحاب مدائن الرس الذين قتلوا النبيين. وأطفأوا سنن

Sayfa 128