324

ابن الخطاب أولى بعمل الحق منك ، وأنت أقرب إلى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وشيجة رحم منهما (1)، وقد نلت من صهره ما لم ينالا ، فالله الله فى نفسك فإنك ، والله ، ما تبصر من عمى ، ولا تعلم من جهل ، وإن الطرق لواضحة ، وإن أعلام الدين لقائمة. فاعلم أن أفضل عباد الله عند الله إمام عادل هدى وهدى ، فأقام سنة معلومة ، وأمات بدعة مجهولة ، وإن السنن لنيرة لها أعلام ، وإن البدع لظاهرة لها أعلام. وإن شر الناس عند الله إمام جائر ضل وضل به ، فأمات سنة مأخوذة ، وأحيا بدعة متروكة ، وإنى سمعت رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، يقول : «يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر ، يلقى فى نار جهنم فيدور فيها كما تدور الرحى : ثم يرتبط فى قعرها (2)» وإنى أنشدك الله أن لا تكون إمام هذه الأمة المقتول ، فإنه كان يقال : يقتل فى هذه الأمة إمام يفتح عليها القتل والقتال إلى يوم القيامة ، ويلبس أمورها عليها ، ويثبت الفتن فيها ، فلا يبصرون

Sayfa 85