* 151 ومن خطبة له عليه السلام
يذكر فيها بديع خلقة الخفاش (1)
الحمد لله الذى انحسرت الأوصاف عن كنه معرفته (2)، وردعت عظمته العقول فلم تجد مساغا إلى بلوغ غاية ملكوته ، هو الله الملك الحق المبين ، أحق وأبين مما تراه العيون ، لم تبلغه العقول بتحديد فيكون مشبها ، ولم تقع عليه الأوهام بتقدير فيكون ممثلا ، خلق الخلق على غير تمثيل ، ولا مشورة مشير ، ولا معونة معين ، فتم خلقه بأمره ، وأذعن لطاعته فأجاب ولم يدفع وانقاد ولم ينازع.
ومن لطائف صنعته ، وعجائب حكمته ، ما أرانا من غوامض الحكمة فى هذه الخفافيش التى يقبضها الضياء الباسط لكل شىء ، ويبسطها الظلام القابض لكل حى ، وكيف عشيت أعينها (3) عن أن تستمد من الشمس
Sayfa 60