والجوّ قد مر سترًا من سحائبه ... لما توهم أن الشهب كالمقل
قمنا ولا خطرة إلا إلى خطر ... دان ولا خطوة إلا إلى أجل
والعين تسحب ذيلًا من مدامعها ... والقلب يسحب أذيالًا من الوجل
أكلف النفس مع علمي بعزتها ... وطأ على البيض أو حملًا على الأسل
حتى وصلنا إلى ميقات مأمنه ... يا صاحبيّ فلو أبصرتما عملي
أواصل اللثم من فرع إلى قدم ... وأوصل الضم من صدر إلى كفل
وبات يسمعني من لفظ منطقه ... أرق من كلمي فيه ومن غزلي
ونلت ما نلت مما لا أهمّ به ... ولا ترقت إليه همة الأمل
لم أصحب الذيل كي أمحو مواطئه ... لكنني قمت أمحو الخطو بالقبل
يا ليلة قد تولت وهي قائلة ... لا ننظمني مع أيامك الأول
وله رحمه الله تعالى:
يا ساقي الراح بل يا ساقي الفرح ... ويا نديمي بل يا كل مقترح
لا تخش في ليل الهوى من تقاصره ... أما تراني شربت الصبح في القدح
وله رحمه الله تعالى:
ولما مررت بدار الحبيب ... وقد خاب في ساكنيها ظنوني
حططت هموم جفوني بها ... لأن الدموع هموم الجفون
ابن مطورح رحمه الله تعالى:
تعشقت ظبيًا وجهه مشرق كذا ... إذا ماس خلت الغصن من قده كذا
له مقلة كحلاء نجلاء إن رنت ... رمت أسهمًا في قلب عاشقه كذا
تبدى فقال الناس لا بدر غيره ... وخرّت له كل الورى سجدًا كذا
أقول وقد عاينته ويمينه ... على خده إذ ظل مفتكرًا كذا
فدتك حياتي يا منى النفس هل ترى ... أراك ضجيعًا ليلة آمنًا كذا
فقال وقد أبدى التبسم ضاحكًا ... أتيتك فاحضني فقلت له كذا
وبت على طيب العناق مقبلًا ... لفيه إلى أن قال من سكره كذا
وقال أما تخشى الوشاة وتتقي ... عيون الأعادي وهي من حولنا كذا