لمحمد بن هانئ في يحيى بن علي بن غلبون
وكم جحفل مجر قرعت صفاته ... بصاعقة ترفض منها الجماجم
أئتك بها الآساد تحت زئيرها ... فطارت به عن جانبيك القشاعم
أتوك فما خروا إلى البيض سجدًا ... ولكنما كانت تخر الجماجم
ولو حاربتك الشمس دون لقائهم ... لأعجلها جند من الله هازم
سبقت المنايا واقعًا بنفوسهم ... كما وقعت قبل الخوافي القوادم
تقود الكماة المعلمين إلى الوغى ... لهم فوق أصوات الحديد هماهم
غزوا في الدروع السابغات كأنما ... تدير عيونًا فوقهن الأراقم
فليس لهم إلا الدماء مشارب ... وليس لهم إلا النفوس مطاعم
يودون لو صيغت لهم من حفاظهم ... وإقدامهم تلك السيوف الصوارم
ولو طعنت قبل الرماح قلوبهم ... ولو سبقت قبل الأكف المعاصم
للمتنبي في سيف الدولة
ضاق الزمان ووجه الأرض عن ملك ... ملء الزمان وملء السهل والجبل
فنحن في جذل والروم في وجل ... والثر في شغل والبحر في خجل
ليت المدائح تستوفي مناقبه ... فما كليب وأهل الأعصر الأول
خذ ما تراه ودع شيئًا سمعت به ... في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل
وقد وجدت مكان القول ذا سعة ... فإن وجدت لسانًا قائلًا فقل
إن الهمام الذي فخر الأنام به ... خير السيوف بكفي خيرة الدول
تمسي الأماني صرعى دون مبلغه ... فما يقول لشيء ليت ذلك لي
1 / 47