ألسيف أفصح من وزياد خطبة ... في الحرب إن كانت يمينك منبرا
أثمرت رمحك من رؤوس كماتهم ... لما رأيت الغصن يعشق مثمرا
وصبغت درعك من دماء ملوكهم ... لما علمت الحسن يلبس أحمرا
من ذا ينافحني وذكرك صندل ... أوردته من نار فكري مجمرا
للبحتري في المتوكل على الله
بالبر صمت وأنت أفضل صائم ... وبسنة الله الرضية تفطر
فانعم بيوم الفطر عينًا إنه ... يوم أغر من الزمان مشهر
أظهرت عز الملك فيه بجحفل ... لجب يحاط الدين فيه وينصر
خلنا الجبال تسير فيه وقد غدت ... عددًا يسير بها العديد الأكثر
فالخيل تصهل والفوارس تدعي ... والبيض تلمع والأسنة تزهر
والأرض خاشعة تميد بثقلها ... والجو معتكر الجوانب أغبر
والشمس طالعة توقد في الضحى ... طورًا ويطنها العجاج الأكدر
حتى طلعت بضوء وجهك فانجلى ... ذاك الدحى وانحاب ذاك العثير
فافتن فيك الناظرون فإصبع ... يوما إليك بها وعين تنظر
يجدون رؤيتك التي فازوا بها ... من أنعم الله التي لا تكفر
دكروا بطلعتك النبي فهللوا ... لما طلعت من الصفوف وكبروا
حتى انتهيت إلى المصلى لابسًا ... نور الهدى يبدو عليك ويظهر
ومشيت مشية خاشع متواضع ... لله لا يزهى ولا يتكبر
فلو أن مشتاقًا تكلف فوق ما ... في وسعه لمشى إليك المنبر
1 / 44