Nafahat Min Ulum Al-Quran
نفحات من علوم القرآن
Yayıncı
دار السلام
Baskı Numarası
الثانية
Yayın Yeri
القاهرة
Türler
الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم
س: ما هي الأحرف السبعة التي نزل القرآن الكريم بها؟ ولماذا؟
ج: لقد سبق أن عرفنا أن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المنزل على قلب النبي محمد ﷺ بواسطة أمين الوحي جبريل ﵇ فهو محفوظ بالعناية الربانية من أن تصل إليه أي شائبة أو يقع فيه أي خطأ يحتاج إلى تصويب، ولكن نزول القرآن على سبعة أحرف كان من رحمة الله تعالى بالمسلمين، حيث إنه تعالى يعلم أن منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط؛ لهذه الأسباب وغيرها مما يقتضيه الحال نزل القرآن على سبعة أحرف وقد بيّن ذلك لنا رسول الله ﷺ في أحاديث نورد بعضا منها:
روي عن ابن عباس ﵄ أنه قال: قال رسول الله ﷺ: «أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف» (١).
وعن أبيّ بن كعب ﵁ أن النبي ﷺ كان بأضاة (٢) بني غفار فأتاه جبريل فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف فقال: «أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك» ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك على حرفين فقال: «أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك» ثم جاء الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك على ثلاثة أحرف، فقال: «أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك» ثم جاء الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك على سبعة أحرف فأيما حرف قرءوا فقد أصابوا (٣). وعن عمر بن الخطاب ﵁ قال: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله ﷺ فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله ﷺ فكدت أساوره في الصلاة فانتظرته حتى سلّم ثم لببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة؟
فقال: أقرأنيها رسول الله ﷺ، فقلت له: كذبت فو الله إن رسول الله ﷺ أقرأني هذه
(١) أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما. (٢) الأضاة: الغدير. أي غدير ماء بني غفار. (٣) رواه مسلم.
1 / 54