وأما خبر الإسراء فعنّي روته الأمة، ثم بلغه الشاهد بعد أمة، فما لاحت أسراره إلا بمطالعي، ولا زاحت أستاره إلا بطوالعي، وما أشرت إليك من بقية معانيك، التي أضاءت بها في الخافقين نجوم معاليك، فأين أنت من يوم عرفه، الذي عّرفه بأبهى الخصائص من عرفه، وأين أنت من يوم عاشوراء الذي يعظم فيه الشكر والصبر على السراء والضراء، وناهيك بسمو شان العيدين، فما أجلهما من موسمين سعيدين، وكيف تفاخرني بساعة تبدو منك مرة في كل عام، ولى في
كل أسبوع أمدُ تمتد فيه موائد الجود والإنعام، على أن يومه لأشتات الكمالات جامع، يهتز فيه بذكر الله تعالى كل جامع، فياله من يوم يستجاب فيه الدعاء، ويستجاد الثناء على رب العزة والسناء، ولو تأملت مالي من بديع الأوصاف والشمائل، لما اجترأت على مجاراتي في حلبة الفواضل والفضائل، هل في معاهدك كانت الصحابة تتلقى القرآن، وتترقى في مراتب الإحسان بمشاهدة إنسان عين الإنسان، أم في مشاهدك وردت وقائع الجهاد، وعبد الله وحده على رؤوس الإشهاد، فأخبار أخباري سارت بها الركبان، وماست بنسيم وقتها معاطف البان، وقدري فوق ما تصفه الألسن، وعندي (ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين)
1 / 135