Nadhra Al-Na'eem fi Makarem Akhlaq Al-Rasool Al-Kareem
نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم
Yayıncı
دار الوسيلة للنشر والتوزيع
Baskı Numarası
الرابعة
Yayın Yeri
جدة
Türler
صراحة أو ضمنا، مثال ذلك أن نذكر مع صفة الابتهال صفات: الدعاء- الضراعة- الاستغاثة- الاستخارة- الاستعانة- الاستعاذة على أنها صفات متقاربة، ثم نذكر في ضد ذلك:
الإعراض- الغفلة- اليأس- القنوط على أنها صفات مضادة «١»، وقد رأينا إتماما للفائدة أن تتضمن الفهارس الفنية فهرسا خاصا لهذه الحقول الدلالية التي تدخل الصفات في أطرها، وأطلقنا عليه فهرس «الإحالايث» نظرا لأنه يساعد قارىء الصفة بإحالته إلى المواطن المشابهة أو المضادة.
إن الجهد اللغوي في هذه الموسوعة قد تضمن أيضا تفسير كثير من آي الذكر الحكيم، كما تناول تفسير الألفاظ والعبارات الغريبة التي وردت في الحديث الشريف، وقد رجعنا في ذلك إلى المتداول من كتب شرح الحديث مثل فتح الباري، وشرح الإمام النووي لصحيح مسلم، وكتب غريب الحديث وخاصة الأمهات منها، ونعنى بذلك غريب الحديث لأبي عبيد (م ٢٢٤ هـ)، وغريب الحديث لابن قتيبة (م ٢٧٦ هـ)، وغريب الحديث للخطابي (م ٣٨٨ هـ)، وأخيرا كنا نرجع إلى الكتب الجامعة في الغريب مثل الفائق في غريب الحديث للزمخشري والنهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير «٢» .
فصاحة الرسول ﷺ:
لقد كان حديثه ﷺ كما يقول الجاحظ: هو الكلام الذي ألقى الله عليه المحبة وغشاه بالقبول، وجمع له بين المهابة والحلاوة، وبين حسن الإفهام وقلة الكلام، ولم يسمع الناس بكلام قط أعم نفعا، ولا أقصد لفظا، ولا أعدل وزنا، ولا أجمل مذهبا، ولا أكرم مطلبا، ولا أحسن موقعا، ولا أسهل مخرجا، ولا أفصح معنى، ولا أبين في فحوى من كلامه ﷺ «٣» .
وقد جاء في صفة رسول الله ﷺ فيما ترويه أم معبد- أنه كان إذا «تكلم سما وعلاه البهاء.. حلو المنطق، فصل، لا نذر ولا هذر، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن..» «٤»، وقد لفتت فصاحته ﷺ أنظار من كانوا مضرب الأمثال في الفصاحة والبيان حتى قال قائلهم وقد سمع المصطفى ﷺ يجري حوارا مع بعض الصحابة: يا رسول الله ما أفصحك! ما رأينا الذي هو أعرب منك «٥»، وقد فسّر العلماء ذلك بأنه ﷺ «لم ينطق إلا عن ميراث حكمة، ولم يتكلم إلا بكلام قد حف بالعصمة، وشيد بالتأييد ويسر بالتوفيق» «٦» .
(١) انظر على سبيل المثال ص ٢ من المجلد الثاني. (٢) المراد بالغريب هنا تلك الألفاظ الغامضة البعيدة من الفهم لقلة استعمالها. (٣) البيان والتبين ٢/ ١٧. (٤) انظر حديث أم معبد كاملا في قسم الشمائل ص (٤١٦) . (٥) انظر هذا الحوار الذي نقله السيوطي عن البيهقي في المزهر ١/ ٣٥، ومعنى أعرب منك: أي أفصح منك من الإعراب، بمعنى الإبانة والفصاحة. (٦) البيان والتبيين ٢/ ١٧.
المقدمة / 63