Nabi Musa ve Tel el-Amarna'nın Son Günleri

Seyyid el-Kimni d. 1443 AH
95

Nabi Musa ve Tel el-Amarna'nın Son Günleri

النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية

Türler

وأسقط في يد عالمنا الجليل، لكنه كان يصر على العقلنة، فقام يقدم للآية التوراتية تفسيرا جديدا بعد سقوط نظرية البركان، فقال: إن هذا الإله السحابي الناري، ليس سوى الشعلة النارية الضخمة، التي يحملها البدو إبان سيرهم جماعات في الصحاري ليلا ونهارا، حتى لا يفقد المرتحلون بعضهم، بدليل أن التوراة تؤكد أن دليلهم في الصحراء، كان شخصا يعرف دروب المنطقة ومن أهلها، هو حوباب المدياني شقيق صفورة زوجة موسى، نظير جعل من المال جعله له موسى، والآية تقول: «وقال موسى لحوباب بن رعوئيل المدياني حمو موسى: إننا راحلون إلى المكان الذي قال الرب أعطيكم إياه، اذهب معنا فنحن نحسن إليك ... بنفس الإحسان الذي يحسن الرب إلينا نحسن نحن إليك» (عدد 10 : 29-32)، ولو كان الرب هو الذي يسير أمامهم، فما حاجته لاستئجار نسيبه ليدله على الطريق في دروب البوادي السينائية؟

ويعرج دي بوا إيميه على قصة المن والسلوى، ويفسر قوله: إن السلوى هو طائر السمان، الذي يتساقط بكثرة في سيناء، نتيجة الإنهاك في رحلته الفصلية، وقد حدثنا ديودور الصقلي عن مصريين منفيين في عهد أكتيزانيس في صحراء برزخ السويس، كانوا يغتذون من الطيور المهاجرة، التي يسهل اصطيادها بعد سقوطها مجهدة، أما المن فما برح يجمع من شحر وفير في شكل كرات من الصمغ العسلي في المناطق المحيطة بجبل سيناء، أما النار التي كانت تزحف على خيام الإسرائيليين في ذلك الجبل وتحرقهم، فكان ممكنا تفسيرها بالبركان الذي نفاه السيدان كوتل وروزيير، لكن نتيجة بحثهما دفعت دي بوا إيميه لتفسير آخر، قال فيه إن تلك النار كانت نارا انفجارية مصنعة، هي التي عرفها اليونان بعد ذلك باسم النار اليونانية، وبالتأكيد عرفها المصريون قبلهم، كأسلوب حربي متطور، ولا شك أن موسى تعلمها من وجوده بالقصر، حين كان يتعلم كل حكمة المصريين.

وتبقى من تلك الخوارق الأصوات الهائلة، التي كانت تصدر من الجبل المقدس، التي لن تكون بركانا بل أصوات رعد، ملأت الإسرائيليين البدائيين رعبا، وهم يعيشون طفولة عقلية اسمها الإيمان.

15

رأي هنري بروجش

يعد هنري بروجش

Henirich Brugsch

من أبرز المصرولوجيين، الذين أولوا اهتماما خاصا لمسألة علاقة الإسرائيليين بمصر، وهو من أنصار المدرسة التي توقت الاستعباد بزمن رمسيس الثاني، والخروج بزمن ولده مرنبتاح، وقد قدم بروجش ما وصل إليه من محاولات تدقيق، لموضع مدينة الاستعباد رعمسيس، ونقطة عبور البحر، وما هو هذا البحر؟ في شكل محاضرة ألقاها بحفل المدارس المجانية بالقاهرة عام 1879م، قدم فيها نتائج بحوثه في نقوش وبرديات مصر القديمة وفي التوراة، ورسم فيها تصوره لخريطة الخروج.

يشرح بروجش أن مدينة رعمسيس كانت في المصرية القديمة «بي رعمسيس»، و«فيثوم» هي «بي آتوم» أي بيت آتوم ومدينته، ثم يعمد إلى إيراد موجز سريع لقصيدة ألقاها شاعر مصري قديم، أمام جلالة الفرعون في حفل افتتاح مدينة رعمسيس. ومن جانبنا قمنا بمقارنة ذلك الموجز مع الأصول النصية، فاكتشفنا أن بروجش في محاضرته هذه قدم مزيجا مختصرا من برديات ثلاث، ورأينا من جانبنا العودة للنصوص الثلاثة الأصلية، بادئين القصيدة الأولى المعروفة بالقصيدة الصغرى في مديح رعمسيس:

يا ابن رع محبوب آمون،

Bilinmeyen sayfa