Nabi Musa ve Tel el-Amarna'nın Son Günleri
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
Türler
ونجد في سفر التكوين عبارات تتحدث عن يعقوب (إسرائيل) وزمنه، وتقول إن ذلك قد حدث «قبل أن يملك ملك من بني إسرائيل» (تكوين، 36: 31؛ العدد، 24: 7)، وهي جملة لا يكتبها إلا شخص عاصر العهد الملكي، وعرف بقيام المملكة، وهي بذلك لا يمكن أن تكون قد كتبت قبل العهد الملكي لإسرائيل.
ونجد أيضا تعبيرا متواترا هو «حتى اليوم»، يلحق بحكايات بعض الأحداث، كالقول إنه تمت تسمية مدينة كذا زمن كذا، وظل هذا اسمها «حتى اليوم»، أي حتى لحظة التدوين، وبالتدقيق تكتشف أن كل الأحداث والتسميات، التي لحقها هذا التعبير، قد تمت بعد موسى بقرون، والأمثلة على ذلك كثيرة وحاشدة، ونموذجا لها ارجع إلى (تكوين، 35: 20 و47: 26 و48: 15؛ خروج، 10: 6؛ وعدد، 22: 30؛ تثنية 2: 22 و10: 8 و11: 4).
وهناك تعبير بالتوراة يقول: «ولم يظهر نبي مثل موسى» (تثنية، 34: 10)، وهو ما يعني معرفة المحرر بظهور أنبياء من بعد موسى، علما أن الأنبياء لم يبدأ تواجدهم الفعلي إلا بعد عهد صموئيل، ومع قيام المملكة.
أما أهم ما ينفي نسبة التوراة لموسى، فهو أنها أبدا لم تكن موضعا واحدا متكاملا دفعة واحدة، ويؤكد ذلك التكرار في قصة الخلق، الذي يشير إلى اختلاف المحررين، وهو تكرار يحوي اختلافات جوهرية، تشير إلى أكثر من محرر، لم يلتقوا معا، ليصفوا ما بينهم من خلافات.
فالعهد القديم مجموعة جمة من التآليف، التي اشترك في وضعها محررون كثيرون، اختلفوا فيما بينهم، وهذه المجموعة من التآليف، تعنى بمسائل دينية ودنيوية وسياسية وأدبية وتاريخية، وقد أبدت الكنيسة الكاثوليكية تفهما، لما انتهت إليه مدارس نقد الكتاب المقدس، وسجلت اعترافها بذلك، في مقدمة الطبعة الكاثوليكية للكتاب المقدس، الصادرة في عام 1960م في نص يقول: «ما من عالم كاثوليكي في عصرنا، يعتقد أن موسى ذاته قد كتب كل التوراة منذ قصة الخليقة، أو أنه أشرف على وضع النص؛ لأن ذلك النص قد كتبه عديدون بعده؛ لذلك يجب القول: إن ازديادا تدريجيا قد حدث، وسببته مناسبات العصور التالية، الاجتماعية والدينية.»
ولهذا كله؛ ولأن العهد القديم سيستخدم في هذا العمل كوثيقة تاريخية أساسية، مثلها مثل بقية وثائق علم التاريخ، وهي الوثائق التي بدورها قد دخلها الحشو والتزييف والأساطير والأغراض، كما في كل نصوص الحضارات القديمة بل والحديثة؛ لهذا سنسلك بقارئنا في يم هذا المأثور التوراتي ومأثورات حضارات المنطقة، برؤية التحري وعيون المباحثية قبل الوثوق، الذي سيكون بدوره دوما محتملا.
الفصل الثاني
«كل إسرائيل» أو مملكة إسرائيل الموحدة
يزعم الكتاب المقدس (العهد القديم ) أن إبراهيم أرومة العبريين، قد جاء إلى أرض كنعان/فلسطين، قادما من موطن أطلقت عليه مرة «أور الكلدانيين» ومرة «بلاد حاران»،
1
Bilinmeyen sayfa