Nebi İbrahim ve Bilinmeyen Tarih
النبي إبراهيم والتاريخ المجهول
Türler
ماذا يريد «ماير» أن يقول هنا؟ وماذا فهم من التوراة كمؤمن مبشر؟ وماذا ينشر في كتبه العديدة بين المؤمنين؟
إن أهل فلسطين أصبحوا يخشون ضيوفهم، أو بتعبير «ماير» يخشون غدرهم، لماذا؟ «ماير» لا يوضح، والتوراة لا توضح وتمادى الخوف من الضيوف حتى وصل الأمر بالملك الفلسطيني وقائد جيشه أن يذهبا للنبي برجاء أن يقبل معاهدة سلام أصبحت «إلى الآن مصدر نزاع شديد في الشرق»، يقصد بالطبع النزاع العربي-الإسرائيلي. وسبب المعاهدة أن الرعاة الفلسطينيين استقوا من بئر حفرها العبرانيون، فخاف الملك ووزير دفاعه حتى أنكر علمه بالأمر، وهو أمر يوضح محاولة التنصل من تبعات أنكى وأشد غير واضحة في الرواية، ومن هنا أراد إبراهيم «أو أراد الكاتب التوراتي على الأصح» وضع معاهدة أبدية لكل الأجيال القادمة، ولأن الكتابة - في زعم ماير - لم تكن قد اكتشفت بعد، فكان لابد من علامات بدلا من الوثيقة المكتوبة، فأعطى إبراهيم سبع نعاج لأبيمالك، وكلمة «سبع» تعني أيضا القسم أو اليمين، وذلك لتمليكه البئر وما حولها، لذلك سميت البئر الشاهدة على المعاهدة «بئر سبع»، ثم إشهارا للمعاهدة وتوثيقا، غرس إبراهيم شجرة أثل دائمة الخضرة حتى يعلم الأخلاف بما اتفق عليه الأسلاف، ويبدو أن المستر «ماير» وهو يصر على أبدية العهد ووثنية شعب فلسطين وسوء أخلاق بني المشرق، نسي أنه كتب بيده وفي ذات الكتاب، وهو يتحدث في البداية عن هبوط النبي أرض كنعان أول مرة قادما من «أور» القول: «كان الكنعانيون حينئذ في الأرض، كان هنالك القواد العظماء، مثل ممرا وأشكول، والمدن الحصينة مثل سدوم وساليم وحبرون، وكل عناصر المدنية المزدهرة؛ فضلا عن ذلك فإن الكنعانيين لم يكونوا قبائل مرتحلة، بل كانوا قد تأصلوا وتأسسوا في الأرض، بنوا المدن وحرثوا الأرض وسكوا العملة، وعرفوا القراءة والكتابة وأجروا الحق والعدل في القضاء، وفي كل يوم كانت تزداد قوتهم وعظمتهم، لذلك لم يكن معقولا أن يستأصلهم من الأرض نسل راع بسيط، ليس له أولاد حتى ذلك الوقت.»
6
لكن «ماير» رغم ذلك عرف الحكمة التي انتصر بها الراعي البسيط، وطرد بموجبها الكنعانيين من الأرض، ألا وهي الحكمة الإلهية والمشيئة الربانية، فقد قال الله لإبراهيم: «قم وامش في الأرض طولها وعرضها (تكوين 13: 17)؛ لذلك يستنتج «ماير» الموعظة الحسنة: الله يأمرنا أن نقبل منه عطاياه، لا شك أن هذا معناه أن الله أراد أن يشعر إبراهيم بأن الأرض قد أصبحت ملكا له.»
7
وبات واضحا أن العبرانيين قد تمكنوا في الأرض وليس في بئر فقط، وهو ما يوضحه قول التوراة في الأسفار التالية: «ألست أنت إلهنا الذي طردت سكان هذه الأرض، وأعطيتها لنسل إبراهيم خليلك إلى الأبد؟» (سفر أيام ثاني 20: 7)، أما المستر «ماير» فكان لم يزل مستمرا في أدائه التبشيري للمؤمنين وهو يقول: «كانت جرار قاعدة لمملكة أبيمالك، استأصل شعبها سكان الأرض، وهم الذين أطلق عليهم العبرانيون فيما بعد «اسم الفلسطينيين المرعب».»
8
الرحيل جنوبا
وخرج النبي إبراهيم عليه السلام من مصر.
وتتابع التوراة روايتها عن رحلات الخليل، فتقول:
Bilinmeyen sayfa