Nebi İbrahim ve Bilinmeyen Tarih
النبي إبراهيم والتاريخ المجهول
Türler
وهكذا، فإننا بإزاء بلاد يريدها موسى التوراتي، ليست هي فلسطين إنما تقع إلى أقصى الشمال، وليست فلسطين، وأهلها الكنعانيون ليسوا سوى عقبة في الطريق، سيمطرها جاهوفاه بالزنابير، والفرزيون أمرهم مجهول، «وربما أهلكتهم القوات الجوية»! لكن موسى التوراتي يموت قبل تحقيق المراد، ولا يدخل الأرض التي خرج إليها وعاش يحلم بها (أرض الأجداد، بلاد الحور وجنة اللبن والعسل)، ويترك لأتباعه استكمال المهمة، لكن كان واضحا أن همم الأتباع قد قصرت عن كل المبتغى، وتوقفت عند حدود فلسطين.
أما آخر قرينة لدينا على مقدم القبيلة الإبراهيمية من جنوب أرمينيا، حيث المنطقة الحورية أو الكاسية أو «أوركسديم»، فهو مستمد من كتب التراث الإسلامية، التي تحدثنا عن أخبار عرب الجزيرة وأصولهم الأولى. فيقول ابن هشام: «إن العرب كلها من ولد إسماعيل وقحطان.»
10
ومعروف أن إسماعيل هو ابن النبي إبراهيم، ومعروف أيضا هذا الإصرار الغريب في كتب التراث على تقسيم العرب إلى إسماعيلية وقحطانية، ومعروف كذلك أن القحطانيين هم من سكان جنوب الجزيرة أصلا، وهم الذين انتشروا في الجزيرة باسم العرب العاربة، أي الراسخة في العروبية، أما العرب الإسماعيلية فهم العرب العدنانية وهم العرب المستعربة، أي لم يكونوا عربا إنما اكتسبوا العروبية، وسكنوا شمال الجزيرة وامتدادها مع بادية الشام نحو الشمال، على الخط القادم من الموطن الذي افترضناه موطنا أول للعشيرة الإبراهيمية.
ولنلحظ أن العرب الإسماعيلية قد أطلق عليهم: العرب العدنانية! فهل يشير ذلك إلى ذكرى في التراث عن أصل هؤلاء، وقصد منها التعريف بموطنهم «عدن» أو ما أطلقت عليه التوراة «جنة عدن»؟ حيث الأنهار الأربعة، ربما. وربما كان هبوط بعض هؤلاء وتوغلهم جنوبا في جزيرة العرب، هو الذي أعطي مدينة «عدن» اليمنية اسمها الحالي، تيمنا بعدن الأصلية في الشمال حيث جنة الحور الكاسية.
ربما!
وإذا كنا قد ذهبنا إلى أن العدنانيين ليسوا عربا أصلاء، وإنما قدموا من «أور الكاسيين»، أو أنهم إحدى القبائل الكاسية، فإننا نجد كتب التراث لم تزل تحفظ بين طياتها قولا رائع الدلالة والتوافق والتناغم مع مذهبنا، فتقول السيرة الحلبية: «وولد عدنان يقال لهم: «قيس»، وولد قحطان يقال لهم: يمن.»
11
ولعلنا لسنا بحاجة إلى إيضاح أن «كاسي» هي «قيسي»، وإذا كنا قد زعمنا أن القبيلة العدنانية (النسل الإبراهيمي) قد وفدت ضمن مجموعة من الهجرات المتدفقة على شكل موجات متلاحقة من المنطقة الكاسية، وقلنا: إن من أكبر هذه الهجرات وأخطرها، الكاسيين الذين هبطوا في غزو بربري كاسح على دولة بابل الأولى حوالي عام 1600ق.م، فإننا نزعم أيضا أن ضمن تلك الموجات المتبربرة، جاءت موجة الهكسوس لتحتل مصر حوالي عام 1680ق.م، والهكسوس هو الاصطلاح الذي أطلقه أصحاب البلاد على الغزاة، وقد ترجمه المؤرخ المصري «مانيثون
MMANITHON
Bilinmeyen sayfa