النّصب «٩»، وتمدّ أصواتها بالنشيد، وتزن الشعر بالغناء؛ فقال حسان بن ثابت «١٠»:
تغنّ فى كلّ شعر أنت قائله ... إنّ الغناء لهذا الشعر مضمار «١١»
قال عمر: فحدثنى خلّاد الأرقط إن شاء الله أو غيره من علمائنا، قال: كان النابغة يقول: إن فى شعرى لعاهة ما أقف عليها، فلما قدم المدينة تغنّى فى شعره بقوله:
فتناولته واتقتنا باليد «١٢»
فمدت المغنية الدال مخفوضة، وامتدّ بها الصوت منخفضا، ثم قالت:
يكاد من اللطافة يعقد «١٣»
فمدت الدال مضمومة، وامتدّ بها الصوت مضموما؛ فتبيّن له عيب شعره، فكان يقول: وردت يثرب وفى شعرى بعض العهدة «١٤»، فصدرت وأنا أشعر العرب.
روى أحمد بن أبى طاهر، عن حمّاد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلى، قال حدثنى محمد بن كناسة، قال: جعل أبوك يوما يعيب شعر الكميت، ويتتبع مساويه؛ فقلت له: ما أحد يتتبّع عليه ما تتبعت من شعر الكميت إلّا وجد فى شعره عيب، فاختر من شئت. قال. قد اخترت النابغة، فقلت: ما معنى قول النابغة «١٥»:
أرسما جديدا من سعاد تجنّب
لم يتجنب رسمها؟ ثم قال عقب هذا:
عفت روضة الأجداد «١٦» منها فيثقب
1 / 40