وقال النبي، ﷺ: تمام تحياتكم المصافحة.
وقال الحسن البصري: المصافحة تزيد في المودة.
وروى مجاهد عن معاذ قال: إن المسلمين، إذا التقيا فضحك كل واحد منهما في وجه صاحبه ثم أخذ بيده تحاتت ذنوبهما كما يتحات ورق الشجر.
واعلم أنه إذا صلحت النيات، وخلصت السريرات، صلحت أصفية المودة، وثبتت المحبة، واتفقت القلوب، واغتفرت الذنوب؛ وإذا فسدت النيات، وخبثت السريرات، بطل خالص الإخاء، وانحلت عُرى المودة والصفاء. وقد شرحت في ذلك بابًا تقف عليه، إن شاء الله تعالى.
اتفاق القلوب على مودة الصديق
وقلة الخلاف على الرفيق
روينا عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود، وعن الوليد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله، ﷺ: الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.
وقال بعض الشعراء:
إن القلوب لأجناد مجندة، ... لله في الأرض بالأهواء تعترف
فما تعارف منها فهو مؤتلف، ... وما تناكر منها فهو مختلف
وقال طرفة:
وإن امرأً لم يعف يومًا فكاهة ... لمن لم يرد سوءًا بها لجهول
1 / 30