ولأبي فراس:
لولا تذكر مَنْ ذَكَرْتُ بِحَاجِرٍ ... لَمْ أَبْكِ فِيهِ مَوَاقِدَ النيران
يا واقفين معي على الدار طلبا ... غيري لها إِنْ كُنْتُمَا تَقِفَانِ
مَنَعَ الْوُقُوفَ عَلَى الْمَنَازِلِ طارق ... أمر الدموع بمقلتي ونهاني
إنا ليجمعنا الْبُكَاءِ وَكُلُّنَا ... نَبْكِي عَلَى شَجَنٍ مِنَ الْأَشْجَانِ
ذِكْرُ شَجَرِ أُمِّ غَيْلانَ:
قَالَ شَاهُ بْنُ شُجَاعٍ الْكِرْمَانِيُّ: دَخَلْتُ الْبَادِيَةَ، فَرَأَيْتُ غُلامًا أَمْرَدَ وكأنه مُوَسْوَسٌ لا يَأْلَفُ أَهْلَ الْقَافِلَةِ، فَسَاعَةً يُشِيرُ إِلَى السَّمَاءِ، وَسَاعَةً يَصِيحُ، فَقُلْتُ: لَأَنْظُرَنَّ فِي شأنه، وأين معاشه، وما كان معه زاد ولا غطاء ولا وطاء، فراقبته يومًا، فدخل وسط أشجار أُمِّ غَيْلانَ، فَتَبِعْتُهُ، فَإِذَا هُوَ يَجْنِي مِنْ شجرة شيئًا يأكله، فلما بصرني أَنْشَأَ يَقُولُ:
بِاعْتِزَالِي عَنْكُمُ فِي الْخَلَوَاتِ ... صَارَ طعمي التمر وسط الفلوات