443

هو المستحق عليه ؛ لأنا قد نجعل المستحق به ذلك ما تقدمه ، فلا يلزم هذا التناقض.

فأما ما يقولون من أنه تعالى لو وجب أن يشكر على النعم وأراد ذلك ، لوجب فى كل شكر نفعله أن يلزمه به شكر ثان فيؤدى إلى ما لا نهاية له ، فغلط ، لأن الشاكر إذا شكر على سائر النعم بشكر واحد ، فقد أدى ما عليه ، ويدخل نفس قيامه بالشكر « فى جملة (1) ما شكر عليه حالا بعد حال ، ولا يؤدى إلى ما لا نهاية له ، وهذا بين (2).

** 408 مسألة :

: ( وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ) [64].

والجواب عن ذلك : أن ظاهر الكلام يقتضى أن يكون الكتاب هو الهدى لا الإيمان ، فإذا صح ذلك فليس إلا القول بأنه دلالة لهم.

وإذا ثبت ذلك وجب كونه دلالة للجميع ؛ لأن القوم لا يخالفونا فى ذلك ولأنه تعالى قد بين فى غير موضع أنه هدى الجميع ، وإنما خص بذلك المؤمن ؛ لأنه الذى اهتدى به دون غيره ، فصار كأنه هدى له. وقد تقدم القول فى نظائر ذلك (3).

** 409 وقوله تعالى من بعد :

(4) الكلام فيه كالكلام فى هذه الآية.

Sayfa 448