394

الأنفس ، وقد يقول أحدنا عند رجوعه على نفسه بالملامة : إنها تدعو إلى المعصية وتأمرنى بها ، فأنا أجتهد فى التخلص ، وهذا ظاهر فى اللغة والتعارف.

** 358 مسألة :

( وما أغني عنكم من الله من شيء ، إن الحكم إلا لله عليه توكلت ) (1).

والجواب عن ذلك : أن ظاهره يقتضى أن الحكم له ، ولا ينطلق الحكم على أفعال العباد ، ولو انطلق عليها أيضا لم تدل هذه الإضافة على أنه فاعلها ، بل ظاهر الكلام أن ما سماه حكما بعد حصوله حكما هو لله ، وهذا يوجب الإضافة بعد خروجه إلى الوجود ، فكيف يدل على أنه الموجد له والمحدث؟

وإنما أراد يعقوب عليه السلام بهذا الكلام إظهار الاعتماد على الله فيما أراده وفى سائر أحواله ، فقال ما ذكره على هذا الوجه.

** 359 مسألة :

تمتنعون منه ، فقال : ( كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك ) (2).

ثم ذكر ما يدل على أن ذلك يكون بمشيئته ، فقال : ( إلا أن يشاء الله ).

وكل ذلك يصحح قولنا فى المخلوق.

Sayfa 395