170

واعلم أن الخبر والدلالة والعلم بمنزلة سواء فى أنها لا تؤثر فيما تتعلق به ، وإنما تتناوله على ما هو عليه.

ولو أثرت فيه لوجب اذا أخبرنا ودللنا وعلمنا عن القديم تعالى وأوصافه ، أن نكون قد جعلناه على ما هو به بالخبر والدلالة والعلم!

وكان يجب اذا كان فعلنا يقع (1) لأجل علمه تعالى ، ألا يكون لنا فى ذلك صنع البتة وأن يزول الذم والمدح.

وكان لا يكون العلم بأن يوجب كون المعلوم بأولى من أن يكون المعلوم موجبا للعلم ، لأنه كما يجب أن يكون على ما يتناوله ، فكذلك العلم بأن يكون علما لوقوع المعلوم على الحد الذى يتناوله. وهذا ظاهر الفساد.

** 139 دلالة :

هذا؟ قل هو من عند أنفسكم ) [165] يدل على أن أفعالهم تقع منهم ، وهم الذين يوجدون ويحدثون ؛ لأنه تعالى لو كان هو الخالق فيهم ، لم يجز أن يقول لرسوله عليه السلام مجيبا لهم عن قولهم : ( قل هو من عند أنفسكم ) كما لا يجوز أن يجعل ذلك جوابا عن ألوانهم وصورهم إذا هم سألوا عنه وشكوا فيه.

ولا يمتنع أن يكون المراد بذلك : أنهم لما أصابهم يوم أحد من المشركين ما أصابهم ، وقد أصابوهم يوم بدر بأكثر منه ، بين تعالى أن ما كان يوم بدر كان بلطفه ومعرفته ، وأن ما كان (2) يوم أحد انما كان ؛ لأنه تعالى خلاهم ورأيهم ، من حيث

Sayfa 171