أخبرتهم بأن زوجها يعزف في الأوركسترا، وأنه في رحلة قادمة من فانكوفر، وأنها قد سافرت لمقابلته، وكان من المفترض أن تقابله هنا.
هنا؟
فقال أحد المسنين بأسلوب خبيث ذي مغزى: «ربما يكون قد ضل طريقه. ربما يكون قد ضل طريقه، أليس كذلك؟ دائما ما يضل الأزواج الطريق.»
كان الظلام قد عم بالخارج؛ فقد كان ذلك في شهر أكتوبر، وكان المكان أبعد شمالا من فانكوفر. حاولت أن تفكر ماذا تفعل. كان الشيء الوحيد الذي خطر لها هو أن تتظاهر بأنها قد فقدت الوعي ثم تدعي فقدان الذاكرة. ولكن هل كان ذلك لينطلي على باتريك من الأساس؟ سوف تضطر لأن تقول إنها لا تتذكر ماذا كانت تفعل في باول ريفر، وسوف تضطر لأن تقول إنها لا تتذكر أيا مما قالته في السيارة الليموزين، ولا تعرف شيئا عن الأوركسترا ، وسوف تضطر لإقناع رجال الشرطة والأطباء، وسوف يكتب عن الحادثة في الصحف. رباه، أين كليفورد؟ لماذا هجرها؟ هل وقع حادث على الطريق؟ فكرت أن عليها تمزيق قصاصة الورق التي احتفظت بها في حقيبتها والتي دونت عليها تعليماته. وفكرت أنه من الأفضل أن تتخلص من مانع الحمل أيضا.
كانت تتفقد حقيبتها عندما توقفت شاحنة بالخارج. فكرت أنها لا بد وأن تكون سيارة الشرطة؛ فقد خطر لها أن المسنين قد اتصلوا بالشرطة وأبلغوا عنها كشخص مشتبه فيه.
ترجل كليفورد من الشاحنة وتقدم مسرعا نحو درجات المبنى الزجاجي. واستغرقت لحظات لتتعرف عليه. •••
تناولا الجعة والبرجر في فندق غير ذلك الذي أقام فيه أعضاء الأوركسترا. كانت يدا روز ترتعشان ما جعل الجعة تنسكب على الطاولة. قال كليفورد إنه كانت هناك بروفة لم يحسب حسابها، ثم ظل لمدة نصف ساعة يبحث عن محطة الحافلة. «أعتقد أن فكرة محطة الحافلة لم تكن بالفكرة الذكية.»
كانت يده ممتدة على الطاولة، فجعل يمسح الجعة بفوطة المائدة، ثم وضع يده على يديها، وراحت تفكر في ذلك كثيرا فيما بعد. «من الأفضل أن نحجز لك هنا.» «ألن نقيم هنا معا؟» «من الأفضل أن تقيمي هنا بمفردك.»
قالت روز: «منذ أن وطأت بقدمي هنا وكل شيء يبدو في غاية الغرابة. لقد كان إحساسا مشئوما. كنت أشعر بأن الجميع يعرفون بأمرنا.» وشرعت تروي له بأسلوب تمنت لو كان ممتعا عن سائق الليموزين، والركاب الآخرين، والمسنين في دار جامعي الحطب: «كم شعرت بالارتياح حين ظهرت، يا له من شعور عصيب بالارتياح! لقد كنت ارتعش من الخوف.» وراحت تخبره عن خطتها بتصنع فقدان الذاكرة وإدراكها أن من الأفضل أن تتخلص من مانع الحمل الخاص بها. فضحك، ولكنه لم يكن ضحكا بدافع الابتهاج حسبما رأت؛ فقد بدا لها أنه قد زم شفتيه في اشمئزاز أو نفور عندما تحدثت عن مانع الحمل.
قالت في عجالة: «ولكن كل شيء جميل الآن.» كانت تلك هي أطول محادثة دارت بينهما وجها لوجه على الإطلاق.
Bilinmeyen sayfa