قال: سأحفر حفرة تجاه البحيرة عمقها متر وعرضها متران، وأجعل سقفها من الأدغال، فيبيت فيها واحد منا للمراقبة، ويبيت الآخر على شجرة من هذه الأشجار الضخمة، فإذا جاء وبحث لا يرى أحدا منا، أما نحن فنراه الواحد من خلال الأدغال والآخر من خلال الأوراق في أعلى الشجرة. - وما نصنع بالتراب الذي سنخرجه من الحفرة؟ - ننقله بسلة الطعام إلى البحيرة.
وبعد ساعتين فرغا من إعداد الحفرة ونقل التراب، فدخل كلوكلو إلى الحفرة وصعد الرقيب إلى الشجرة.
مر على ذلك بضعة أيام كان الاثنان في موقفيهما ليل نهار، فلا يغيب كلوكلو غير ساعة كل يوم ليتفقد داغير فيعلم أنه لا يزال في المنزل فيعود.
أما داغير فإنه لم يكن يخاف غير خطر واحد، وهو أن تدرك جيرار الرأفة لبوفور، فيبوح بما يعلم غير مكترث لواجبه الطبي، فكان يؤثر التعجيل لنجاته من هذا الخطر.
ولم يكن التقاؤه بكلوكلو عند البحيرة قد أخافه؛ إذ حمل وجوده هناك على محمل الصدفة، ولكنه رأى أن يصبر بضعة أيام من قبيل الحذر.
وكان يوم المحاكمة يوما مشهودا غصت فيه القاعة بالحضور، وانقسم الناس إلى قسمين بين مشفق على بوفور وواثق من براءته، وبين ناقم عليه يتمنى إعدامه، وقد دافع المحامون عن بوفور خير دفاع. وسئل جيرار، فلم يزد شيئا على ما كان يقوله لقاضي التحقيق، فإذا سأله الرئيس البرهان على براءة بوفور وجم وظهرت عليه علائم القنوط.
وما زال هذا دأبهم بين أخذ ورد حتى تعالى النهار وقد فرغوا من المحاكمة، وطلب المدعي العام معاقبة بوفور معاقبة القاتل عمدا بإصرار، فلما فرغ المحامون من الدفاع طلب الرئيس إلى المحلفين أن يختلوا ليقولوا كلمتهم في المتهم.
وعند ذلك دخل أحد الحجاب، ودنا من موقف الشهود، فنادى جيرار وقال له: هذه رسالة برقية وردتك الآن يا سيدي. فأسرع إلى فض البرقية وقرأ فيها ما يأتي:
إذا لم يكن الحكم قد صدر بعد فأجلوا المحاكمة، إن بوفور بريء ونحن قادمون بالبرهان.
كلوكلو
Bilinmeyen sayfa