Dil ve Edebiyat Üzerine Çalışmalar
مطالعات في اللغة والأدب
Türler
ومن تدبر الشعر في اللغة المحكية ليومنا هذا رأى أنهم قد يحركون من أواخر الكلم فيه ما لا يحركونه في كلامهم العادي، وتلك حالة في اللغة - أي الإعراب المشوش بدون ضابط - لا بد أن يئول أمرها إما إلى الإلغاء بتاتا، وإما إلى الدخول في دور ثان يستخدم فيه الإعراب لغرض آخر لا لمجرد الزينة أو الضرورة الشعرية، والواقع أن الإلغاء ابتدأ في اللغة - ولكن في الوقف - ولولا القليل لسقط في كل المواطن، والواقع أن اللغة دخلت في دور ثان استخدم فيه الإعراب لبيان وظيفة الكلمة في الجملة، ولكن وقفت اللغة في أول هذا الدور قبل أن ينضج الإعراب ويتم إحكامه في كل مواطنه كما سترى، ففي دوره الأول كان شيئا خارجا عن اللغة، فإذا ألغي لم تتأثر؛ لأن الاعتماد في بيان المعنى كان على القرينة والترتيب؛ ولذلك نرجح أن إلغاءه في الوقف ابتدأ في هذا الدور.
وأما في دوره الثاني - وهو الدور الذي تشوش فيه الترتيب لأغراض بيانية نص النحاة والبيانيون على مواطنها - فقد صار من مقومات اللغة وخصائصها؛ لأن هناك مواطن كثيرة في الكلام لا دليل على المعنى فيها غير الإعراب، فإذا ألغي رجعت اللغة إلى اللبس والغموض، فأنت ترى أن الإعراب قد ساعد العرب على أن يستفيدوا من الترتيب المشوش في الدلالة على معان تعجز اللغات الأخرى عن أدائها، إلا أن اللغة وقفت قبل أن يتم نضجه، أي وصل إلينا وفيه آثار التشويش، وهذا التشويش نوعان: نوع استعمل قديما ثم أهمل، ومن تفقد كتب النحو وقع على شيء كثير من هذا، فقد أجازوا نصب الاسم عند أمن اللبس، نحو: «خرق الثوب المسمار» و«كسر الزجاج الحجر» بنصب المسمار والحجر، ومنه قول الشاعر:
مثل القنافذ هداجون قد بلغت
نجران أو بلغت سوءاتهم هجر
برفع «نجران وهجر» ونصب «سوءات»، وقاسه ابن الطراورة عملا بقراءة:
فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه
بنصب «آدم» ورفع «كلمات»، ومنه أن بعض العرب كان ينصب بأن أو إحدى أخواتها المبتدأ والخبر، نحو:
إذا اسود جنح الليل فلتأت ولتكن
خطاك خفافا إن حراسنا أسدا
ونحو قوله:
Bilinmeyen sayfa