هيهات ذلك ما أمست لنا روح
فليت ضعف الذي ألقى يكون بها
بل ليت ضعف الذي ألقى تباريح
إحدى بنيات عمي دون منزلها
أرض بقيعانها القيصوم والشيح
فبلغها شعره فجزعت منه، فقيل لها: اذكريه لزوجك فإنه سينكر عليه قوله، فقالت: كلا والله لا أشكوه إلا إلى الله، ثم قالت: اللهم إن كان نوه باسمي ظالما فاجعله طعاما للريح، فضرب الدهر من ضربه، ثم إنه غدا يوما على فرس؛ فهبت ريح فنزل فاستتر بسلمة فعصفت الريح فخدشه غصن منها فدمي وورم به ومات من ذلك.
46
وقد قبل هذه الرواية فيما يظهر أبو الفرج الأصبهاني، واكتفى بها ودونها في آخر أخباره عن حياة عمر، ونقلها عنه البغدادي صاحب خزانة الأدب مثل ما نقل عن ابن قتيبة الرواية الأولى دون أن يؤثر واحدة على الأخرى.
47
ولعل صاحب هذه الرواية لم يكن مشفقا على عمر، بل أراد أن ينتقم الله من عمر، لهؤلاء النساء الشريفات اللواتي كان يشبب بهن، فأماته بدعاء واحدة منهن، ولو شئت أن أعدد للقارئ أخبار من مات من العرب بدعاء أحد الناس عليه، لطال بي المقام، ومهما يكن من الأمر فالصنعة ظاهرة في هذه الرواية، والاختراع بين في هذه المصادفات الغريبة التي تتابعت على هذا النحو، ليتم دعاء هذه المرأة على عمر. زد على هذا أن أبا الفرج قد تفرد بذكرها، وقد أسندها إلى رجل باسم ثعلبة بن عبد الله بن صعير، وفي هامش طبعة دار الكتب للأغاني أن لهذا الرجل صحبة ولابنه رؤية.
Bilinmeyen sayfa