كِتَابٌ فِيهِ مُسْنَدُ سَيِّدِي عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ ﵁، وَشَيْءٌ مِنْ تَرْجَمَةِ ذِي النُّونِ الْمِصْرِيِّ وَعَوَالِي حَدِيثِهِ، وَعَوَالِي حَدِيثِ بَكَّارِ بْنِ قُتَيْبَةَ الْقَاضِي، وَعَوَالِي حَدِيثِ أَبِي جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيِّ، وَعَوَالِي حَدِيثِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، نَفَعَ اللَّهُ بِبَرَكَتِهِمْ، جَمْعٌ لِلشَّيْخِ الإِمَامِ الْعَلامِ الْعَلامَةِ فَرِيدِ عَصْرِهِ وَوَحِيدِ دَهْرِهِ زَيْنِ الدِّينِ قَاسِمٍ الْحَنَفِيِّ عَامَلَهُ اللَّهُ بِلُطْفِهِ الْخَفِيِّ، وَفَسَحَ فِي مُدَّتِهِ، وَنَفَعَ الْمُسْلِمِينَ بِبَرَكَتِهِ آمِينَ، آمِينَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَبِهِ نَسْتَعِينُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعَلى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ وَبَعْدُ، فَلَمَّا دَفَنْتُ وَالِدِي وَأَوْلادِي بِجِوَارِ الضَّرِيحِ الْمَنْسُوبِ إِلَى سَيِّدِي عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ ﵁ أَحْبَبْتُ أَنْ أَجْمَعَ مَا تَيَسَّرَ لِي مِنْ أَحَادِيثِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ لِتُقْرَأَ عِنْدَ ضَرِيحِهِ كَمَا يُصْنَعُ عِنْدَ ضَرِيحِ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِمَا رَوَاهُ أَوْ صَنَّفَهُ، وَأُقَدِّمُ تَرْجَمَةَ التَّعْرِيفِ بِشَأْنِهِ فَأَقُولُ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقِ: قَالَ شَيْخُنَا حَافِظُ الْعَصْرِ أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ فِي كِتَابِ الإِصَابَةِ بِتَمْيِيزِ الصَّحَابَةِ: عُقْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عِيسَى بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ مَوْدُوعَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الرّبعَةِ بْنِ رَشْدَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ الْجُهَنِيُّ الصَّحَابِيُّ الْمَشْهُورُ، وَقَالَ غَيْرُهُ أَبُو حَمَّادٍ وَيُقَالُ أَبُو سُعَادٍ وَيُقَالُ أَبُو عَامِرٍ وَيُقَالُ أَبُو عَمْرٍو وَيُقَالُ أَبُو عَبْسٍ وَيُقَالُ أَبُو زَيْدٍ وَيُقَالُ أَبُو الأَسْوَدِ، أَسْلَمَ قَدِيمًا وَسَكَنَ دِمَشْقَ وَكَانَ لَهُ بِهَا دَارٌ عِنْدَ بَابِ ثومَا، قَالَ شَيْخُنَا: رَوَى عَنِ النَّبِيِّ ﷺ كَثِيرًا، رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ مِنْهُمُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو أُمَامَةَ وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، وَبَعْجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيُّ، وَأَبُو إِدْرِيسَ الَخْوَلانِيُّ، وَخَلْقٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: كَانَ قَارِئًا عَالِمًا بِالْفَرَائِضِ وَالْفِقْهِ، فَصِيحَ اللِّسَانِ كَاتِبًا، وَهُوَ أَحَدُ مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ، قَالَ وَرَأَيْتُ مُصْحَفَهُ بِمِصْرَ عَلَى غَيْرِ تَأْلِيفِ مُصْحَفِ عُثْمَانَ ﵁، وَفِي آخِرِهِ كَتَبَهُ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ بِيَدِهِ، وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ فِي طَرِيقِ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَكَانَ مِنْ رُفَعَاءِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ﷺ، وَعَنْ أَبِي عُشَانَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْمَدِينَةَ، وَأَنَا فِي غَنَمٍ لِي أَرْعَاهَا فَتَرَكْتُهَا، ثُمَّ ذَهَبْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: بَايِعْنِي، فَبَايَعَنِي عَلَى الْهِجْرَةِ، الْحَدِيثَ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَشَهِدَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ مِنَ الْفُتُوحِ، وَكَانَ هُوَ الْبَرِيدُ إِلَى عُمَرَ ﵁ بِفَتْحِ دِمَشْقَ، وَشَهِدَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَأَمَّرَهُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى مِصْرَ وَكَانَتْ وِلايَتُهُ بِمِصْرَ ثَلاثَ سِنِينَ، وَقَالَ أَبُو عُمَرَ الْكِنْدِيُّ: جَمَعَ لَهُ مُعَاوِيَةُ فِي إِمْرَةِ مِصْرَ بَيْنَ الصَّلاةِ وَالْخَرَاجِ، فَلَمَّا أَرَادَ عَزْلَهُ كَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَغْزُوَ رُودِسَ فَلَمَّا تَوَجَّهَ سَائِرًا اسْتَوْلَى مَسْلَمَةُ، فَلَمَّا بَلَغَ عُقْبَةَ فَقَالَ: أَغُرْبَةً وَعَزْلا، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمَاتَ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ عَلَى الصَّحِيحِ وَحَكَى أَبُو زُرْعَةَ فِي تَارِيخِهِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلا فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ يُحَدِّثُ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ، قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فَذَكَرْتُهُ لأَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ فَقَالَ: هَذَا غَلَطٌ مَاتَ عُقْبَةُ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ، وَكَذَلِكَ أَرَّخَهُ الْوَاقِدِيُّ وَغَيْرُهُ، وَزَادُوا فِي آخِرِهَا، وَأَمَّا قَوْلُ خَلِيفَةَ بْنِ خَيَّاطٍ: قُتِلَ فِي النَّهْرِ، وَأَنَّ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ أَبُو عَامِرٍ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ فَهُوَ آخَرُ بِدَلِيلِ قَوْلِ خَلِيفَةَ فِي تَارِيخِهِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ مَاتَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ، انْتَهَى، وَقَدْ قَالَ تَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ أَنَّ لَهُ مِنَ الأَحَادِيثِ خَمْسَةً وَخَمْسِينَ حَدِيثًا، وَتَبِعَهُ عَلَى ذَلِكَ ابْنُ خُزَيْمٍ، وَالشَّيْخُ مُحْيِي الدِّينِ النَّوَوِيُّ، وَقَدْ يَسَّرَ اللَّهُ تَعَالَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَهُ الْحَمْدُ.
فَمِنْ أَحَادِيثِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَمَا رَوَى عَنْهُ ما رَوَيْنَاهُ عَنْهُ فِي مُسْنَدِ الإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَغَيْرِهِ، فَأَمَّا مَا فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ ﵀ فأَخْبَرَنِي بِهِ حَافِظُ الْعَصْرِ أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ ﵀ بِحَقِّ قِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي أَوَّلِ الْمُسْنَدِ إِلَى آخِرِ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ الطَّوِيلِ فِي شَأْنِ الْهِجْرَةِ، وَأَجَازَنِي مِنْهُ لِسَائِرِهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي بِجَمِيعِهِ أَبُو الْمَعَالِي الأَزْهَرِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا بِأَكْثَرِهِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَرَّانِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَاعِدٍ الْحَرْبِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ.
ح وَأَخْبَرَنِي حَافِظُ الْعَصْرِ أَيْضًا، قَالَ: قَرَأْتُ مُسْنَدَ جَابِرٍ مِنْهُ عَلَى الإِمَامِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأَنْصَارِيُّ، أَنْبَأَنَا الْمُسْلِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلانٍ، أَنْبَأَنَا حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ.
ح وَأَخْبَرَنِي بِهِ الشَّيْخُ الْمُفِيدُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْيُوسُفِيُّ، سَمَاعًا عَلَيْهِ لِبَعْضِهِ، وإِجَازَةً مِنْهُ لِبَاقِيهِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنْبَأَنَا أَبُو النَّجِيبِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ الْمنصدرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ حَنْبَلٌ.
ح أَخْبَرَتْنِي بِهِ الشَّيْخَةُ الأَصْليَّةُ الْمُسْنَدَةُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ عَائِشَةُ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِنَانِيَّةُ، قِرَاءَةً عَلَيْهَا لِمُوَافَقَاتِهِ وَبِلا نِهَايَةٍ وَبَعْضًا مِنْهُ، وإِجَازَةً مِنْهَا لِجَمْعِهِ قَالَتْ: أَنْبَأَنَا جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْحَرَمِ الْقَلانِسِيُّ، إِجَازَةً، أَنْبَأَنَا الشَّيْخُ الْمُسْنَدُ غَازِي الدِّمَشْقِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ.
1 / 1