152

ويقول في مدح اسماء بن خارجة وكان يكرمه ويصله :

فمن مثل أسماء بن حصن اذا عدت

شآبيبه أم أي شيء يعادله

وهل يستطيع أحد بعد مدائحه وعقيدته وتزعته الأموية أن ينسب الأبيات إليه خصوصا ، وقد ذكر أبو الفرج أن أسماء بن خارجة له ذكر قبيح عند الشيعة يعدونه في قتلة الحسين ، ومعاونا لعبيدالله بن زياد على هاني بن عروة حتى قتله ، ونصره على مسلم بن عقيل وذكر ذلك شاعرهم فقال (7):

أيركب أسماء الهماليج آمنا

وقد طلبته مذحج بقتيل

فنسب هذا البيت وهو في جملة تلك الأبيات الى شاعر الشيعة وقد عرفت أن عبدالله بن الزبير أموي الرأي ومادحا ليزيد بن معاوية وليس من شيعة آل علي.

نعم ، نسبة تلك الأبيات الى الفرزدق قريبة جدا لتشيعه وموالاته الأكيدة لآل علي عليه السلام والذب عنهم وهجاء من عاداهم ، وكونه حاجا بأمه سنة ستين لا يدفع نسبتها إليه ؛ إذ من القريب أنه أنشأها بعد رجوعه من الحج وقد بلغه فعل الدعي ابن مرجانة بعترة الرسول ومن آواهم ولبى دعوتهم.

Sayfa 168