Doğu Müziği Kitabı
كتاب الموسيقى الشرقي
Türler
لا جدال ولا خلاف في حسن الغناء القديم وصحته ووثاقته وبه اقتاد المحدثون وعليه مثل الملحنون جيلا بعد جيل وأهل عصر بعد عصر - قبل لأحد المغنين لم تؤخرون الغناء المحدث وأنا أحس من الطرب عليه ما لا أجد من الطرب على القديم بالجملة؟ فقال: ما نؤخره إلا لعلة - وذلك أن الغناء المحدث موضوع على زجل ركيك المعنى سقيم اللفظ - والقديم بخلاف ذلك لأنه محصور القوانين صحيح القسمة جزل الألفاظ حلو المعاني - قال إبراهيم الموصلي: فضل الغناء القديم على المحدث كفضل الطعام الطيب على غيره؛ لأن الطعام يأكله الشبعان لطيبته وهو يعلم فضله - والطعام الغير طيب يأكله الجائع ضرورة ويعلم أن غيره أفضل منه وأشرف - وتنصرف عنه نفس الشبعان وتأباه - وسبيل الغناء القديم والحديث سبيل الحديث وأنه كرواية عن العلماء كلما قرب الأستاذ كان أصح وأشرف - ويحتاج الناقل أن يكون جيد التأدية صحيح التصور والتمثيل لا يزيد فيه ولا ينقص وإلا أفسده - وأن يحفظ أجزاءه ومقاطعة ويوفي نغمه.
وقد قال لي إنسان عارف بهذا الشأن وقد انتصرت للغناء القديم - نعم وإن كان محكا وثيقا صحيحا، ولكنه ليس فيه من هذه المحاسن التي تذكرونها ونسمعها من شيء وإنما تولد فيه على طول الزمن واكتسب الحلاوة من الأصوات والطبائع والقرائح - فقلت له ليس كذلك؛ لأن ضد هذا بين لنا عند التأمل - ألا ترى أن الغناء القديم كلما أخذته عن صحيح الرواية قريب العهد من العلماء الذين تلقوه على سابقيهم كان أصح وأمتن وأقرب إلى الصواب - وأنه كلما بعد العهد وكثرت الرواة وانقرض الصدر الأول، زاد نقصا وفسادا - وذلك أن الذي يأخذ تلحينا عن آخر لا يمكنه أن يتلقاه على أصله إما لسرعة الأخذ لفرحه به - أو لبخل المأخوذ عنه فيحذف محاسن القطعة شحا - ويفعل الآخر كذلك مع الثالث وهلم جرا - وتوجد آفة أخرى وهي أنه يتعسر على المغني موضع من التلحين في بعض الأحيان فيضعه من عنده وربما كان في القطعة المرفوعة الطرب لأن صوت الملحن الأول لها كان أشجى - وبمثل هذه الطرق ينفسد التلحين ويتغير ويستحيل - فإن كان هذا فيما قرب فكيف فيما بعد؛ لأن سائر من نقل الغناء لا يشهد لهم كلهم بالحذق ولا يحكم لهم بالإحسان - وإنما وصل إلينا من مسيء ومحسن وعالم وجاهل وموقع وخارج - وعن نساء لا يعرفن شيئا من الصناعة كعادتهن في كل زمان ومكان (كما هو حاصل بمصر الآن فإن أكثر المغنيات الشهيرات فيها قبيحات الصوت غير عالمات بأقل شيء من قواعد هذا الفن - وشفيعهن مع كل هذه المساوي التي لا ينكرها عاقل ويعترف بها كل بصير - (أنهن نساء). وإنما يأخذن تقليدا بالطبع فإن شذ عنهن شيء أغفلته أو احتل موضع بدلته بما ليس في قسمة النغم - وأنا أسمع ما لحنته وأبدعته من بعض المغنين والممثلين والطلاب مع اجتهادي في الغاية معهم وقلة شحي عليهم به وهو ناقص مختل - وإن كانوا من رخامة الصوت وحسن الأيدي في الأصول - والحذق في الغناء على نهاية الحسن - ولكن لا بد من أن يزيدوا أو ينقصوا ويثبت معهم ولا يتغير.
ومن المعلوم أن الناس يتنازعون الفضل في كل زمان وأوان وإن كان الفضل والسبق للقدماء - ولكني أقول إن الغناء الحديث إذا كان متساوي الأجزاء صحيح القسمة معتدل النغم موقعا جيدا موضوعا على أصول غير (المصمودي) فإنه يساوي الغناء القديم ويجري مجراه - وإنما الناس متعودون بتفضيل ما غاب عنهم وتنقيص ما حضر في زمانهم فما كل غناء قديم أجود من حديث - وكل غناء جديد متين فهو قديم إذا أضيق إلى ما بعده.
ولقد جربت الناس في كل شيء قديم وتهاونهم بما يحضرهم إنني أغني من الأصوات لحنا ركيك الشعر قليل العمل خاليا من المحاسن الصناعية أصالة وأنسبه إلى بعض المتقدمين فيقترح علي مرة أخرى ويقول السامعون هذا والله الحسن المعجز - ثم أغنيا للحن الحسن الطويل الأدوار الكثير العمال واجتهد فيه وأنسبه إلى بعض المحدثين فيعرضون ويتشاغلون عنه ويريدون اللحن الأول - وكل عالم محتقر عند أهل زمانه فإذا فقدوه عظمته صناعته وطلبوها وذكروها - ومن ذلك أن دواوين الشعراء لا تطلب إلا بعد وفاتهم ولله في خلقه شئون.
هوامش
الفصل الخامس عشر
بدائع الموشحات العربية
مضافا إليها المختار من تلاحيننا؛ لأنها من نغمات غير ملحن عليها قديما في مصر - كما يظهر صدق قولنا هذا لكل من تصفح سفينة المرحوم (الشيخ شهاب) - أو غيرها من المجاميع الأخرى فضلا عن أنها موضوعة على أوزان مصرية يحتاج إليها لمعرفة تركيب هذه النغمات العظيمة وعلى الأصول المتعود على دقها - ومن جهة أخرى جديرة بأن تقارن بالمتين من الموشحات القديمة لجزالة تلحينها وحسن صياغتها على الأوزان - مما يصعب كثيرا على أبناء الفن الآن أن يأتوا بمثلها - ومن أراد البرهان فليعرض علي أي موسيقي أراد إحدى القطعتين اللتين في آخر هذا الكتاب (اليكاه) - فإن أمكنه أن يلحن من هذا المقام - وعلى أصول - (الإقصاق) - 9 من 8 - الموضوع التلحين عليه وبهذا الطول الجيد - أي (64) - أربعة وستين وزنا منه - مع العلم بأن كل وزن من الأربعة والستين يختلف عما بعده في الشكل وتركيب النغمات كما يظهر ذلك جليا لكل أستاذ متضلع من معرفة النوتة الإفرنجية - أو لمن يسمعه مني مباشرة - أو من حضرة الأوسطى الكمنجاتي الشهير (إلياس أفندي تلماك) - فإن أمكن ذلك الموسيقي عمل ما أقول - فإني مستعد لدفع جائزة قدرها (20) عشرون جنيها مصريا بعد شهادة شهود عدول من كبار علماء الفن - وقد اخترت تلك القطعة لسهولتها في الوزن ليس إلا.
هذا ومن المعلوم أيضا أن الموشحات التي في سفينة المرحوم (الشيخ شهاب) فقد أكثر عمليات تلحينها من قديم - والباقي فيها هو الذي تلقيناه على شيوخ هذا الفن بمصر - كالمرحوم (الشيخ عثمان الناظر) و(الشيخ عثمان بدوخ) - و(الشيخ محمد عبد الرحيم الشهير بالمسلوب) - و(الشيخ إبراهيم المغربي) - و(مصطفى أفندي البوشي) - مساعد المرحوم (الشيخ محمد الشبشيري) - وغيرهم.
شكل 15-1: الشيخ عثمان الموصلى.
Bilinmeyen sayfa