بدت الدموع في عينيها. بالطبع هي دموع التعاطف مع زوجة شقيقها، التي يجعلها بروده وتكاسله تقف على قارعة الطريق لتبيع جسدها، وكانت المرة الأولى التي أرى فيها ريكو تبكي بتلقائية تعاطفا مع الآخرين. - «آه! يا لها من بائسة! يا لها من مسكينة!»
أحنت ريكو جسدها فجأة ومسحت خدها في خد الرضيع النائم. هذه المرة لم يوقفها شقيقها، وامتلأت الغرفة الصغيرة المساحة بصوت البكاء الواهن للطفل الرضيع الذي استيقظ من الدهشة. ... فجأة أدركت معنى خطأ ريكو في القول، فخجلت من غفلتي كطبيب تحليل نفسي. فكما أكد فرويد كثيرا على ذلك في كتابه «عن علم النفس المرضي في الحياة اليومية» (
Zur Psychopathologie des Alltagslebens )، أن الخطأ في القول علنا يكشف في لحظة السبب الجوهري للضغط النفسي.
لماذا أخطأت ريكو؛ فبدلا من أن تقول «أم الرضيع» قالت «شقيقة الرضيع»؟ لقد تبدلت هنا كلمتا «أم» و«شقيقة» عمدا؛ إن غيرتها، على الأرجح، من «أم» الرضيع جعلتها تغيرها إلى «شقيقة»؛ أي ريكو نفسها. وهذا ليس إلا تعبيرا عن رغبتها القوية في أن تكون هي نفسها أم ذلك الرضيع. وعندما أتذكر الوضع الآن، فقد شعرت بالارتياب في انجذابها للطفل الرضيع منذ أن رأته شقيقها، أكثر من شقيقها نفسه، ولكن ما من شك أنها تلقت بوضوح الصدمة الكبرى لها في ذلك اليوم لرؤيتها «ابن شقيقها» الذي لم تلده هي.
وما لم يكشفه ذلك التحليل النفسي النهائي، فإن رغبة ريكو الحقيقية كانت إنجاب طفل من شقيقها. منذ ليلة ذلك الفعل المخزي، استقر في قاع قلبها بلا انقطاع أمنية تتلخص في «الرغبة في إنجاب طفل من أخي»، ثم تبادل الخوف والتمني الظهور داخلها؛ وجهان لعملة واحدة. وفي اللحظة التي انعدم فيها القلق من الاحتمال الأسوأ في الحمل، نقص الخوف وزاد التمني فقط. وهذا هو بحق سبب برودها الجنسي، أي بسبب القلق من إنجاب طفل من رجل آخر بدلا من إنجاب طفل من شقيقها. وبالتالي، كان برودا جنسيا يأخذ شكلا سطحيا هو الخوف من الحمل، ومهما فعلت لم تستطع الشفاء من ذلك القلق، خاصة عندما يكون الطرف الآخر هو ريوئتشي القوي جنسيا. ولكن عندما كان الطرف الآخر مريضا يحتضر، ثم شابا عنينا، استطاعت سماع «الموسيقى» بسهولة شديدة؛ لأنها استطاعت الهرب من احتمالية الحمل، ولأنها شعرت أنها تستطيع الاحتفاظ بالرحم داخلها للأبد من أجل شقيقها.
إن أمنية ريكو تلك؛ أي «الرغبة في إنجاب طفل من أخي»، والتي لها الدلالة على حب جنس المحارم، لها في نفس الوقت تأثير عكسي؛ أي إن المحصلة النهائية المنطقية كانت سهلة الفهم من جهة علم التحليل النفسي، وهي أنها تعني الرغبة في «ترك رحمها من أجل استقبال شقيقها نفسه داخله». وفي ذلك الوقت؛ فإن الفعل المخزي مع شقيقها حمل، بالتأكيد، معنى ذا طبيعة خاصة جدا؛ كان بالنسبة لريكو الفعل الأكثر قداسة في الذاكرة؛ لأنه الفعل الأكثر بشاعة ودناءة من وجهة نظر المجتمع.
ولكن القداسة بالنسبة لمريض الهيستيريا تخفي في أكثر الحالات فكرة الانتقام والثأر. عندما انصهر حبها تجاه شقيقها الأكبر، هكذا عنوة في ليلة واحدة من خلال ذلك الفعل الحيواني، خطط عقلها الباطن لفعل شرير مقدس انتقاما من شقيقها، حيث كان تصميمها: «لا بأس يا أخي، فلسوف أنتقم منك بإنجاب طفلك. لا بأس، ففي وقت ما سأستعيض عنك بطفل رضيع أضعه داخل رحمي.»
كان ذلك هو بحق لب أعراض ريكو المرضية، ثم قادت تلك الفكرة أفكارا كثيرة أخرى في شكل منحرف، فبدأ مرض برود ريكو الجنسي من فكرة «حمل طفل من أخي بسبب ما فعله أخي». وفي نفس الوقت أدى ذلك إلى إيمان ريكو بأن «الرحم بلا خطيئة». والسبب أن الرحم اللاعقلاني الذي يجعل الشقيقة الصغرى تلد من شقيقها الأكبر بالذات يجب أن يكون بلا خطيئة.
فلم يكن من الصدف أن يبدو وجهها في صورة السيدة العذراء منذ قليل، عندما كانت تحملق بثبات في الطفل الرضيع المحاط بالبشر.
ولكن وجنتيها توردتا بشدة بسبب خطئها في القول! احمرت جبهتها بدرجة غير طبيعية. لقد رأت ريكو وقتها المحرم الأكثر تقديسا داخلها في جوهرها الغرائبي المشبع بالوحشية.
Bilinmeyen sayfa