بعد أن تحدثت «ريكو» حتى هنا، صمتت قليلا. وأثناء ذلك كان صدر بدلتها يرتفع وينخفض بعنف واضح جدا للعين. فجأة نهضت قائمة بجسدها وغطت وجهها بيديها، وصرخت بما يلي وهي تبكي: «أنا آسفة يا دكتور. لقد كذبت عليك. كل ذلك كذب. إنني امرأة لا تقدر إلا على الكذب.»
شجعتها بصوت هادئ ورزين قائلا: «لا عليك اهدئي. فلسنا في قسم الشرطة هنا. ولا مانع من أن تقولي أي شيء صدقا أم كذبا. ألم أقل لك من قبل أن تتحدثي بأي شيء يخطر على قلبك.»
لم تتوقف «ريكو» عن البكاء مطلقا وهي تقول: «حقا لقد قلت لي ذلك.» ثم أخرجت منديلها وتمخطت بأنفها وبعدها لوت جسمها فوق الكرسي وتوجهت مباشرة نحو وجهي وقالت: «هل تسمح أن تعدل وضع الكرسي لأعلى قليلا؟» «أجل، لا مانع مطلقا.»
ثم مددت يدي وضغطت على الزر وجعلت مسند ظهر الكرسي في زاوية قائمة تقريبا. أدارت «ريكو» الكرسي وأصبحت الآن تجلس في مواجهتي تماما. كان ذلك الوجه المبلل بالدموع أبيض لدرجة مرعبة، وعندما رأيت خصلة شعرها تهفو على صدغها مثل الطحالب، اكتشفت للحظة داخل مثل هذه المرأة العصرية، شبح «امرأة الماء» التي يتحدث عنها علماء الفولكلور. «لقد أتيت اليوم وأنا عازمة على الاعتذار لك يا دكتور. ولكن ... ولكنني حتى هذه اللحظة لم أستطع النطق بكلمة الاعتذار ... أعتذر لك بشدة عما حدث أمس.
بالطبع السيد ريوئتشي ليس بريئا تماما، ولكنني أعتقد أن ذنبي أعمق منه، فقد كتبت تلك اليوميات وتعمدت أن يراها؛ لأنني ليس لدي ثقة في جسمي، لم يكن أمامي وسيلة أخرى إلا تلك لكي أجعل قلبه يستمر في الاهتمام بي من خلال إشعال نار الغيرة العنيفة في قلبه بهذه الطريقة.» - «هل حقا لم يكن هناك وسيلة أخرى؟» - «أجل، أعتقد أنني أسأت لك يا دكتور، ولكن بفعل ذلك ...»
انتهزت الفرصة وقلت بقليل من الحدة: «آنسة ريكو! هل أنت حقا لديك مشاعر مخلصة تجاه السيد ريوئتشي؟» - «أجل، بالتأكيد. ولكن لماذا تسأل؟» - «دعيني أسألك إذن، في حالة نجاح طريقة العلاج بالتحليل النفسي وتمام شفائك من مرض البرود الجنسي، هل ستحاولين تذوق اللذة الحقيقية مع السيد ريوئتشي، أم ستتخلين عنه وتحاولين تذوق حياتك التي ولدت من جديد بين ذراعي شخص آخر، أيهما ستختارين؟» - «بالتأكيد سأختار الأولى؛ بمعنى أنني جئت لزيارتك بسبب مشاعر الأسف التي أحس بها تجاه السيد ريوئتشي. من المؤكد أن ذلك من أجله.»
قلت وأنا أضع القلم الرصاص فوق الورقة بحسم وأنظر مباشرة إلى عينيها: «كلا. أنت تكذبين. إنك ترغبين أن تظلي باردة جنسيا تجاه السيد ريوئتشي إلى الأبد.» - «ماذا؟» - «إن ذلك واضح جدا من نتيجة التحليل النفسي. منذ مجيئك إلى هنا تقولين بلسانك فقط إنك تريدين علاج برودك الجنسي، ولكنك تقاومين ذلك بكل قواك الروحية وكل قواك الجسدية. وأسباب أعراض مرض الهيستيريا البادية عليك كلها تنبع من هنا. إن ضميرك يقاتل بشراسة رغبتك العنيدة بعدم طلب العلاج، ومن خلال هذا الصراع النفسي تظهر الرجفة وغيرها من الأعراض.
عندما جئت في المرة الأولى، اشتكيت من أعراض عجيبة بعدم سماع الموسيقى، وبعد ذلك قلت إن ذلك كذب للتورية ببساطة عن مرض البرود الجنسي، أليس كذلك؟
لم يكن ذلك كذبا في الحقيقة.
إن الموسيقى ليست رمزا عن الأورجازم داخل لاوعيك، بل إنها صوت ضميرك الذي يقول [أريد العلاج من مرض البرود الجنسي من أجل السيد ريوئتشي]. لقد ذكرت ذلك القول للتعبير عن رغبتك العنيدة في رفض العلاج، تلك الرغبة التي تجعل بين الموسيقى وبين أذنيك حاجزا وتمحو ذلك الصوت.
Bilinmeyen sayfa