9
عندما كنت أفكر وأنا أنظر في التقويم فوق الحائط أن غدا هو موعد لقاء «ريكو»، جاء زائر غريب الأطوار إلى العيادة في فترة بعد الظهيرة حيث صادف أن العيادة كانت خالية من المرضى.
خرجت إلى غرفة الانتظار وأنا أنفخ دخان سيجارتي، أتأمل شاردا عبر النافذة ازدحام المارة في الطرقات، وبوسترا كبير الحجم لدرجة غبية، يعلن عن العرض الأول لأحد الأفلام. ثم أنظر إلى البالونات الإعلانية الكثيرة وهي ترتفع كذلك في سماء مشرقة لعصر يوم خريفي معتدل. إن وسيلة الإعلان البدائية المتمثلة في بالونات الإعلان توجد منذ كنت طفلا، ومع أنني أعتقد أنه قد حان الوقت لكي تذهب تلك الموضة القديمة بغير رجعة، إلا أنها لا تنتهي، مما يشير إلى شدة تأثيرها وفاعليتها الدعائية. منها ما هو مخطط بألوان أبيض وأحمر مقلمة طوليا، ومنها ما هو فضي اللون. منها الأخضر، ومنها الرمادي الباهت اللون. وعندما نظرت إليها وهي تهتز بلا سند تعتمد عليه وسط هواء المدينة الملوث، جعلتني بلا وعي أتذكر مرضاي لسبب غير مفهوم.
في ذلك الوقت دخل شاب طويل القامة دون حتى أن يطرق الباب، مقتحما غرفة الانتظار في مشهد فظ وعنيف. أخذت سريعا وضعية الاستعداد لاحتمال أن يكون أحد المرضى النفسيين الخطرين.
سألني ذلك الشاب الوسيم للغاية، ببشرته السمراء قليلا، بصوت غليظ ذي ضغط شديد: «هل أنت الدكتور شيومي؟» «أجل أنا ...»
أخرج الشاب من جيبه بطاقة اسم فجأة، وأمسك بها بين أصابعه وقدمها لي. «السيد ريوئتشي إغامي ...»
اضطررت إلى قراءة الحروف المطبوعة فوق البطاقة بدون أن أتخلى مطلقا عن وضعية الاستعداد. «أنت تعرف اسمي، أليس كذلك؟ أنا صديق ريكو.» «آه، حقا، هو كذلك.»
عرضت عليه في صمت الجلوس على طرف الأريكة الطولية. «وهل شرفتني بالزيارة لشأن يخص الآنسة ريكو؟» «أجل يا دكتور، أرجو ألا تهتم بها بعد الآن.» «ما معنى لا أهتم بها؟» «إنها تأتي إلى هنا كثيرا، أليس كذلك؟» «مرة واحدة فقط في الأسبوع. ولم تأت إلا مرتين فقط حتى الآن.»
ومثل كلب صيد يحاول أن يشم رائحة سيده، أخذت عينا «ريوئتشي» الدمويتان تنظران هنا وهناك داخل غرفة الانتظار التي لا يمكن وصفها بالواسعة مطلقا. لاحظت أن هذا الشاب - الذي يبدو بصحة جيدة لا غبار عليها - في حالة هياج وثورة عارمة تقترب من أن تكون مرضا. «لذلك أرجو ألا تهتم بها مستقبلا.» «لا أفهم ما تقوله جيدا. إن الآنسة ريكو تأتي فقط لتلقي العلاج ليس إلا.» «لا بأس. إنني أنا أيضا لم أكن أريد أن أفعل ذلك الفعل الشائن. ولكن ...»
بدا عليه التردد والحيرة نوعا ما. ثم بعد ذلك فتح سحابة حقيبته وأخرج منها مفكرة يوميات بغلاف أحمر من الجلد مما تستخدمه النساء. وقلب في صفحاتها بعصبية ثم قال: «هذا!»
Bilinmeyen sayfa