إنني منذ ارتباطي بعلاقة مع السيد إغامي، لم يحدث أن أحسست بشيء مطلقا، ولو مرة واحدة. إنه إنسان في منتهى الجاذبية، ومن الناحية البدنية فهو كامل بلا نقص، ويتوافق مع ما أفضله من الرجال، وعلاوة على ذلك - وهذا أمر لم أذكره من قبل - فهو له خبرة مع العديد من البنات خارج إطار الشركة؛ ولذا فهو ماهر جدا في تقنيات معاملة النساء، ولكن مع كل ذلك لا أشعر معه بأي شيء مطلقا. ومهما قلت لنفسي إنني سأشعر في المرة القادمة، فإنه لا يحدث. وفي مرة عندما أصابه التعب من ذلك وفتر حماسه، فكرت أن أتظاهر بأنني أشعر نوعا ما، فجربت أنواعا عديدة من التمثيل، ولكن لا يمكن أن يستمر الأمر على هذا الحال طويلا، بل أصبحت حالتي مثيرة للشفقة أحيانا، وكوميدية مضحكة أحيانا أخرى. ومع ذلك فأكثر ما يقلقني أن يكون ذلك سببا في أن ينتهي حبه لي. لقد قرأت مرة أنه عندما لا تحس المرأة بشيء؛ فإن ذلك يجرح كبرياء الرجل كثيرا ويجعله يكره تلك المرأة. وفي إحدى المرات بعد أن انتهينا قال لي بنبرة صوت كأنه مزاح: «هل أنت تحبينني حقا؟»
وعندما قيل لي ذلك، شعرت بألم نفسي ومعاناة شديدة، وكاد صدري أن ينشق نصفين. فأنا أحب ذلك الرجل وأهيم به عشقا. أحبه حبا يكاد أن يبلغ بي مبلغ الجنون. ولكن هذا الحب عندما يأتي لأهم لحظة ينقلب ليظهر في هيئة مضادة، ولا أدري ماذا يمكنني أن أفعل حيال ذلك.
وأثناء تفكيري في ذلك بإمعان، منذ بداية الصيف، بدأت تظهر علي اضطرابات متنوعة. ولذلك فأنا أعرف السبب بنفسي. أعرفه جيدا. حتى بدون أن تقوم أنت يا دكتور بالتحليل النفسي، أنا أعرف سبب مرضي. عليك فقط أن تعالج برودي الجنسي وتجعلني أشعر. لهذا السبب أتيت إلى هنا. إن استطعت فقط الإحساس جنسيا فمن المؤكد أن المرض سيختفي فورا ويصبح كأن لم يكن.»
جعلتها تتحدث كما يحلو لها، ولكن عندما التفت إليها ونظرت إلى وجهها، كان خداها توردا بلون أحمر وعيناها تبرقان بلمعان، وعندما نظرت إليها هذه المرة نظرات مباشرة لم يعتر وجهها تلك الرجفة مطلقا. ثم تابعت كلامها مباشرة، وبدأت تقول شيئا يثير الدهشة والعجب: «ألم أقل لك في المرة السابقة إنني لا أسمع الموسيقى؟»
2 «بلى.» «لقد كنت أكذب.» «تكذبين؟!» «ولكن لم أكن أقصد شرا. بالعكس لم يكن في نيتي مطلقا أن أختبرك يا دكتور.
ولكنني فقط لم أكن أستطيع مهما فعلت أن أقول بنفسي (إنني مريضة بالبرود الجنسي)؛ ولذلك أردت منك يا دكتور أن تستشف ذلك من تلك العبارة. ولأنك لم تستشف أي شيء من ذلك، فأنا آسفة، ولكنني بعد ذلك فكرت قائلة إن الدكتور - بغض النظر عما يبدو في الظاهر - هو ساذج المشاعر.» «لا يجب أن تسخري من طبيبك.»
وأظهرت لها ابتسامة مصطنعة، ولكن بهذا الانتصار أصبحت ريكو مرحة بلا حدود. «لقد أراحني هذا الحديث راحة بالغة. فأنا لم أشعر مطلقا بمثل تلك المشاعر المرحة في الفترة الأخيرة. ربما بهذا أكون قد شفيت تماما من المرض، ألا ترى ذلك يا دكتور؟»
مقارنة بالوقت الذي أعلن فيه فرويد عن أبحاثه حول مرض الهيستيريا، مر على طريقة العلاج بالتحليل النفسي العديد من التحسينات والتطورات. فتحولت إلى طريقة معقدة وشاملة ومليئة بالتفاصيل - كما هو شائع حاليا - مما يجعلها تستغرق وقتا طويلا جدا بعد المرور على عصر اعتبار طريقة التنويم المغناطيسي هي الحل لكل شيء، والتي كانت سائدة في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، وبعد المرور على عدد من المراحل المختلفة. كان سبب اكتمال طريقة العلاج بتداعي الأفكار الحر وتطبيقها حاليا، أن تفسير المعنى المخبأ خلف عرض ما، لا يؤدي بالضرورة إلى الشفاء من المرض في كل الأحوال؛ حتى وإن أبلغنا المريض بذلك التفسير؛ لكي يتحرر من مشاعره التي تنبع منها تلك الأعراض. وفي حالة المرأة المتعلمة المثقفة التي تملك «أنا» متضخمة وقوية مثل ريكو؛ فالتفسير الذي تصل إليه من خلال تحليلها الشخصي، ليس فقط لا يحمل أية فائدة للعلاج من المرض، بل إنه على العكس يكون له تأثير سام في حالات كثيرة جدا.
وإضافة إلى ذلك فالمجاز الذي تستخدمه هي، مفرط في وضوحه وبساطته، وتحليلها مفرط في سذاجته، مما جعلني أشعر بالامتعاض والسخط الشديدين. إنها مثلا تؤكد على أن قولها «لا أسمع الموسيقى» هو مجرد كذب، ولكن هل حقا هو كذلك؟ هل حقا الموسيقى مجرد رمز جميل بديلا عن الأورجازم؟ أليس بين ما تسميه هي «الموسيقى» وبين الأورجازم الذي تتوق إليه وتشتهيه، علاقة رمزية مخبأة ولا يمكن تبسيطها في خيط واحد مستقيم؟ ... كان ذلك هو التساؤل الأول الذي عن لي وقتها.
ولذلك قررت على الفور أن أستغل الخمسين دقيقة المتبقية في تنفيذ الجلسة الأولى من جلسات تداعي الأفكار الحر.
Bilinmeyen sayfa