İnsan Bilimlerinin Sorunu: Düzenlemeleri ve Çözüm Olasılığı
مشكلة العلوم الإنسانية: تقنينها وإمكانية حلها
Türler
حتى ينعت جيمس جينز هذه المرحلة باسم «عصر العالم المهندس»
37 ... لئن كان هذا حقا، فنحن نقول إنه ظاهرة سطحية لتفجر نجاح الميكانيكا النيوتونية التي هي أصلا نظرية رياضية. ثم إنها مرحلة - بل ظاهرة - محدودة من تاريخ علم الطبيعة الحديث. والآن في القرن الحادي والعشرين لم يعد ثمة جدال طبعا في أن الفيزياء البحتة بلغت أعلى درجة من الدقة مسلحة باللغة الرياضية، أو حتى لأنها هكذا. فهذه خاصة أساسية من خواص العلوم الطبيعية أن لها قطبين فلسفيين هما وقائع التجريب، ولغة الرياضيات بتعبير باشلار الذي يعرف الطبيعيات بأنها «حقل فكري يتعين برياضيات وتجارب، كما ينشط إلى أقصى حد في اقتران الرياضيات والتجربة».
38
ما يحدد الطبيعيات بأنها أبنية تركيبية
Synthesis
ذهنية، هي تجريدية عينية. من الناحية الأخرى لا شك أيضا - وإطلاقا - في كفاءة اللغة الرياضية؛ لأنها أدق لغة امتلكها الإنسان، أو قل: إن كل لغات الإنسان طرا متساوية، ولا توجد لغة أدق وأكثر صرامة من غيرها. فما دام ثمة بشر متحضرون ارتضوها وسيلة لما بينهم من إشارة وتعبير ووصف وجدل ونقاش ... فلا بد أنها قادرة على هذه المهام المنوطة باللغة أي لغة، عدا لغة المنطق الرمزي وسليلته الرياضيات، فهذه ليست أدق لغة امتلكها الإنسان فحسب، بل إنها اللغة الوحيدة الدقيقة، وكل ما عداها سواء.
وعلى الرغم من كل هذا، فإن اصطناع اللغة الرياضية في صياغة الفروض والاستدلالات والأنساق العلمية، ليس في حد ذاته هدفا، بل هو وسيلة الضبط، التي تواءمت تواؤما كاملا مع موضوع الفيزياء، ودرجة تقدمها، ولكن إن تعذر عليها التواؤم مع موضوع البحث، وأمكن تحقيق الضبط لدرجة كافية بوسائل أخرى، فلا ينبغي أن نتشبث بالوسيلة (اللغة الرياضية) إلى الدرجة التي تلهي عن الغاية (المرحلة التفسيرية المقتدرة)، أو إنكار إمكانية بلوغها.
39
لذلك لا نجد مبررا منطقيا لقطع الطريق على العلوم الإنسانية بدعوى أنها غير دقيقة كالفيزياء ولن تكون، ولا حتى إرجاع تخلفها النسبي إلى أنها ليست علوما دقيقة. فالعلم الدقيق بهذا المفهوم الرياضي ليس في حد ذاته هدفا، بل وسيلة، والرموز الرياضية بدورها عرض، وليست خاصة أساسية للبنية العلمية، وإن كانت قد تحققت في العلوم الفيزيائية، فهي لم تتحقق في علوم أخرى لا يجادل أحد في علميتها، وقدراتها المنطقية، كالجيولوجيا وعلوم الطب والأمراض ... فهي علوم منضبطة إلى حد مقبول، وتزداد انضباطا وتقدما، ولكنها غير دقيقة بهذا المفهوم، ولا هي تبحث عنه؛ لأنها لا تعتمد على الاستدلال الرياضي.
وكما أوضح برتراند رسل
Bilinmeyen sayfa