بالخبر فأخذوا يتعجبون من هذا وما أحسن ما أنشد بعض الأفاضل يقول شعرا-
عطيته إذا أعطى سرورا
وإن سلب الذي أعطى أثابا
فأي النعمتين أعد فضلا
وأحمد عند عقباها إيابا
أنعمته التي كانت سرورا
أم الأخرى التي جلبت ثوابا
الباب الثاني في الصبر وما يلحق به
الصبر في اللغة حبس النفس من الفزع من المكروه والجزع عنه وإنما يكون ذلك بمنع باطنه من الاضطراب وأعضائه من الحركات الغير المعتادة وهي ثلاثة أنواع الأول صبر العوام وهو حبس النفس على وجه التجلد وإظهار الثبات في النائبات ليكون حاله عند العقلاء وعامة الناس مرضية- يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون الثاني صبر الزهاد والعباد وأهل التقوى وأرباب الحكم لتوقع ثواب الآخرة- إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب الثالث صبر العارفين فإن لبعضهم التذاذا بالمكروه لتصورهم أن معبودهم
Sayfa 39