ويبقى على نفسك حسرته وألمه وفي حال إيصاله كدك وكدحك وجدك واجتهادك ومع ذلك لا يخلو زمانك معه من تتغيظ به أو عليه لأجل أن تتسلى عنه وتطلب لنفسك محبوبا غيره وتجتهد في أن يكون موصوفا بحسن الصحبة ودوام الملازمة وزيادة الأنس وتمام المنفعة فإن ظفرت به فذلك هو الذي ينبغي أن يكون بغيتك التي تحفظها وتهتم بها وتنفق وقتك عليها وهو غاية كل محبة ومنتهى كل مقصد وما ذاك إلا الاشتغال بالله وصرف الهمة إليه وتفويض ما خرج من ذلك إليه فإن ذلك دليل على حب الله تعالى يحبهم ويحبونه - والذين آمنوا أشد حبا لله وقد جعل النبي (ص) الحب لله من شرط الإيمان-
فقال لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما
ولا يتحقق الحب في قلب أحدكم [لأحد] مع كراهته لفعله وسخطه به بل مع رضاه به على كل وجه بل على وجه الحقيقة لا على وجه التكلف والتعنت-
وفي أخبار داود (ع) يا داود أبلغ أهل أرضي أني حبيب من أحبني وجليس من جالسني و
Sayfa 17