264

Altın Çayırlar ve Cevher Madenleri

مروج الذهب ومعادن الجوهر

وكانت أول امرأة تزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وكانت وفاتها في شوال بعد مبعثه بثلاث سنين.

وأسري به وهو ابن إحدى وخمسين سنة وثمانية أشهر وعشرين يوما.

وكانت وفاة عمه أبي طالب - واسمه عبد مناف بن عبد المطلب - بعد وفاة خديجة بثلاثة أيام، وهو ابن تسع وأربعين سنة وثمانية أشهر، وقد قيل: إن أبا طالب اسم له.

وتزوج بعد وفاة خديجة بسودة بنت زمعة بن قيس بن عبد وذ بن نضر ابن مالك بن حسل.

وتزوج بعائشة رضي الله عنها قبل الهجرة بسنتين، وقيل: تزوجها بعد وفاة خديجة، ودخل بها بعد الهجرة بسبعة أشهر وتسعة أيام، وقد أتينا على ذكر سائر أزواجه في الكتاب الأوسط؛ فأغنى ذلك عن إعادته.

روى جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: إن الله عز وجل أدب محمدا صلى الله عليه وسلم فأحسن تأديبه، فقال خذ العفو، وآمر العرف، وأعرض عن الجاهلين فلما كان كذلك قال الله تعالى: " وإنك على خلق عظيم " فلما قبل من الله فوض إليه فقال: " وما آتكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا " وكان يضمن على الله الجنة، فأجيز له ذلك.

وكان عدة من تزوج من النساء خمس عشرة، دخل بإحدى عشرة منهن، ولم يدخل بأربع، وقبض عليه السلام عن تسع.

النزاع في عمره عليه الصلاة والسلام

قال المسعودي: وقد تنوزع في مقدار عمره عليه السلام، وقد قدمنا ما روي في ذلك عن ابن عباس، وهو ما ذكره حماد بن سلمة عن أبي حمزة عن ابن عباس، وقد روي عن أبي هريرة مثل قول ابن عباس، وذكر عن يحيى بن سعيد أنه سمع سعيد بن المسيب يقول: أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم القران وهو ابن ثلاث وأربعين سنة، وأقام بمكة عشرا، وبالمدينه عشرا، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة، وكذلك ذكر عن عائشة قالت توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين سنة، وقد روي عن ابن عباس من وجه آخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض وهو ابن خمس وستين سنة، وكذلك ذكر ابن هشام قال: حدثنا علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، وذكر قتادة عن الحسن عن دغفل - يعنى ابن حنظلة - أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن خمس وستين، وقد قيل: إنه قبض وهو ابن ستين وذكر ذلك عن ابن عباس وعائشة وعروة بن ألزبير، وذكر حماد قال: أخبرنا عمرو بن دينار، عن عروة بن الزبير، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة، ومات وهو ابن ستين، وذكر شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة قال: حدثتني عائشة رضي الله عنها وابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث وهو ابن أربعين سنة، فلبث بمكة عشر سنين، وبالمدينة عشرة سنين، وقبض وهو ابن ستين، صلى الله عليه وسلم.

وفاته وتكفينه ودفنه عليه السلام

وإنما حكينا هذا الخلاف ليعلم من نظر في كتابنا هذا أنا لم نغفل شيئا مما قالوه، ولا تركنا شيئا ذكروه إلا ذكرنا منه ما تأتى لنا ذكره وأشرنا إليه، ميلا إلى الاختصار وطلبا للإيجاز، والذي وجدنا عليه آل محمد عليه الصلاة والسلام أنه قبض ابن ثلاث وستين سنة، ولما غسل عليه الصلاة والسلام كفن في ثلاثة أثواب ثوبين صحاريين وثوب حبرة أدرج فيها إدراجأ، ونزل في قبره علي بن أبي طالب والفضل وقثم ابنا العباس وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر في مقدار الثياب للكفن غير ما ذكرنا، والله أعلم بكيفية ذلك.

ولنرجع الآن إلى ذكر لمع من أموره وأخبار كانت من مولده إلى وفاته صلى الله عليه وسلم وشرف وعظم.

ذكر أمور وأحوال من مولده إلى وفاته صلى الله عليه وسلم

وقد قدمنا فيما سلف من هذا الكتاب من ذكر مولده عليه السلام ومبعثه ووفاته جوامع يكتفي بها العالم المستبصر، ويتنبه بها الطالب المسترشد، وذكرنا جملا من الكوائن والأحداث في تضاعيف ذلك، وأفردنا هذا الباب لذكر لرتيب جمل من السنين من مولده إلى وفاته، وجمل أحداث وكوائن كانت في أي أمه ؛ ليقرب تناول ذلك على مريده، ؤيسهل مأخذه على الطالب له، وإن كنا قد أتينا على لمع من مبسوط هذا الباب فيما تقدمه من الأبواب إن شاء الله تعالى.

Sayfa 283